+ A
A -
يعقوب العبيدلي
القرآن سماه الله تعالى، بالكريم ( لقرآن كريم )، والحكيم ( يس والقرآن الحكيم )، والمجيد ( ق والقرآن المجيد )، نزل على سيدنا وحبيبنا ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة في غار حراء في رمضان، ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )، للسلف والخلف اهتمام خاص بالقرآن في رمضان، يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته، والتفرغ له، فكان منهم من يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، تقول الكتب إن للإمام الشافعي في رمضان ستين ختمة، وغيره يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان السلف وجل الخلف - حتى في أيامنا هذه - إذا دخل رمضان يتركون كل شيء من أجل التفرغ لقراءة القرآن - واليوم حتى يجوز بالجوال والآيباد إلخ، ما أجمل الشعائر التعبدية في الشهور كلها، وما أجمل العبادة وقراءة القرآن في رمضان، لذيذة ممتعة وماتعة، إن قراءة القرآن خير لنا من تضييع أوقاتنا مع الإعلام الجديد، يحيي القلب الميت، وينهى عن أشياء كثيرة غير لائقة، كانوا مشايخنا في المعهد الديني – ونحن على مقاعد الدراسة - يقولون لنا أن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وجلاؤها لا يكون إلا بالقرآن وذكر الموت، ما أجمل قراءة القرآن، وآيات القرآن، والتنافس في قراءته وتلاوته وتدبره، هناك تنافس محموم في قراءة القرآن في رمضان، والتضرع لله، والقيام، والتحدث مع الإخوة والأحباب الأعزاء، إذا وقع القرآن في القلب نفع، وشعرت بالشبع، فيه الخير الكثير، والأجر الوفير،
فاحرصوا على القراءة والتلاوة والحفظ - ما تيسر منه - في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب، واجعلوا لكم ورداً يوميًّا لا تفريط فيه، لتنالوا الخير العظيم، ولا تنسوا تشجيع أولادكم وأهل بيتكم ولو برصد جوائز مالية وعينية لهم لتشجيعهم على التنافس، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
30/04/2020
2617