+ A
A -
كتبت – آمنة العبيدلي
تحتل صلة وزيارة الأرحام أهمية بالغة في البناء المجتمعي، لذا أولاها الإسلام عناية كبيرة، ترغيبا فيها وحثا عليها، وتحذيرا من عواقب تركها وقطعها، ومع أنها مهمة في كل وقت إلا أنها في شهر رمضان تزداد أهمية، والقطريون يعطونها أولوية قصوى في هذا الشهر الفضيل من كل عام، ولكن بما أن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، فإن وباء كورونا الذي يجتاح العالم وما ترتب عليه من إجراءات وقائية تقتضي البقاء في البيوت وعدم التزاور يعوق تبادل الزيارات، ولكنه لن يعوق صلة الأرحام، فالقطريون من خلال هذا التحقيق قد عرفوا كيف يصلون الأرحام في شهر رمضان وليس هذا فحسب ولكن أيضا سوف يتبادلون الزيارات ولكن بطريقة الكترونية من خلال تبادل مكالمات الفيديو كول وتبادل الرسائل.


أصبحت عدة مرات على مدار اليوم

قال السيد جاسم آل عبد اللطيف: لم تعد هناك مشكلة في صلة الرحم حتى لو كان بين الأرحام آلاف الأميال، تكنولوجيا الاتصال نزعت الصعب وقرَّبت البعيد، وأستطيع من خلالها أن أصل الرحم في اليوم بدل المرة الواحدة مرات عديدة سواء من خلال الرسائل النصية أو الاتصال عبر الفيديو أو الصوت.
وأضاف قائلا: وفي ظروف نادرة من الممكن أن أذهب إلى بيت أحد من الأرحام اذا استدعت الضرورة القصوى هذا بشرط الالتزام بكل إجراءات الوقاية من عدم المصافحة وارتداء الكمامة على الوجه ولبس القفازات في اليد وترك مسافة أمان بيني وبين من أجلس معه، ويمكن حتى لا أنزل من السيارة ويدور الحديث مع من أزور، نعم هو أمر غريب نوعا ما لكن علينا أن نعترف أنه في ظل الأوبئة يتغير وجه الحياة، وتتبدل الكثير من العادات والتقاليد من أجل صحة الجميع، فالناس في هذه الظروف تلتمس العذر لبعضها البعض.


نلتقي بالأحبة صوتا وصورة

قال السيد حسن البدر: الجميع حاليا يعرف أن من الإجراءات الاحترازية وسبل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا التزام البيت وتعليق الولائم والزيارات حتى تنتهي فترة الوباء، وبالتالي فإن الأخت أو البنت، الأب أو الأم وغيرهم من الأرحام يعرفون أن من الصعب التزاور، لكن الحكمة ضالة المؤمن، فأي أمر قد يساعده لتحقيق مراده فهو أحق به، وفيما يتعلق بهذا الموضوع، أقصد موضوع صلة الأرحام في زمننا في ظل الظروف التي نعيشها ويعيشها العالم كله لابد من النية بأنني لن أتخلى عن صلة الأرحام وبالتالي استخدم تلك الوسائل الرقمية التي سهلت التواصل بشقيه الفردي والجماعي، والتفاعل مع الآخرين بشكل أسرع، فقد أتاحت هذه الأخيرة فرصا فريدة لالتقاء الأحباب وإدخال البهجة والسرور بالكلام المأثور إلى القلوب، فقد شكل الهاتف الذكي أو الآي باد أو اللاب توب جسورا لامتداد الصلة والمحبة والود، وفي وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لالتقاء الأحبة صوتا وصورة، وفي الرسائل القصيرة تبادل للمشاعر والأحاسيس.. فإذا كان هذا نصيب الأحياء فللأموات حظ وافر من «صلة الرحم»، إذ لا تحبس الصلة برازخ الموت، ولا يكون إلا بتحفيز الأسر على الختمات القرآنية الموزعة بين الأصدقاء والأقارب، وتقاسم البرامج التربوية وإهداء بعض الأجر إلى من سبقونا بإحسان إلى الدار الآخرة.


لا تقتصر على الزيارات

السيد علي الكبيسي قال: بالنسبة لهذا الموضوع ليس فيه مشكلة والحل توفره وسائل التواصل والهواتف الذكية، بل إن هذه الوسائل قد شجعت الكثير من الناس على صلة الأرحام بعد أنا كانت مقطوعة بينهم بسبب طول المسافات أو بعض الجفاء، فالرسالة النصية بالسؤال عن قريب وأحواله وأولاده هي صورة من صور صلة الأرحام، لأن صلة الأرحام ليست مقتصرة على الزيارات فقط.
وأضاف قائلا: كان يوجد كثير من الأقارب بينهم برود في العلاقات وجاءت التكنولوجيا الرقمية فبثت الدفء في هذه العلاقات وأعادتها إلى ما ينبغي أن تكون عليه بواسطة اتصال تليفوني أو فيديو أو رسالة نصية، وأنا عن نفسي سوف استخدم الهاتف للاتصال يوميا بأقاربي من الأرحام وبالأصدقاء والمعارف، وبهذا سوف نقضي على الملل الذي قد يصيب البعض من البقاء في البيت لفترات طويلة.



«كورونا» لن يمنعنا عن التواصل مع أهلنا

قال السيد خالد الدرويش: لا أجد أية موانع تمنع صلة الرحم في ظل الحظر والحجر المنزلي، لأن صلة الرحم ليست زيارات فقط ولكن المهم هو التواصل والاطمئنان على الأرحام، وهذا توفره وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك الكثير من التطبيقات التي تساعد على التواصل، فمن خلال السناب شات أستطيع التواصل مع الأرحام «صوت وصورة» على الهواء وكذلك من خلال تطبيقات الانستغرام والفيس والكثير، وكلها متواجدة مع كل الناس.
وأضاف قائلا: لن يستطيع كورونا أو غير كورونا أن يتسبب في قطع الأرحام، ولكن ستكون الصلة موجودة وزيادة عن المعتاد، وإن شاء الله هذا الوباء لن يطول وعما قريب سيتلاشى وتعود المياه إلى مجاريها والحياة إلى طبيعتها، ونسأل الله أن يحمي قطر من كل مكروه، وأنتهز هذه الفرصة لأهنئ الأرحام والأصدقاء والقطريين وكل من يقيم على أرض قطر من المقيمين بحلول الشهر الفضيل، وأقول تقبل الله طاعتكم.


البقاء في المنزل ليس حجة لقطعها

قال السيد بدر البدر: لا يجوز قطع الأرحام اعتمادا على البقاء في المنزل، فمن اعتاد على صلة الرحم لن يتوقف عنها وسيجد الوسيلة المثلى لها، أما من اعتاد أو أهمل صلة الرحم فقد يتخذ من الحظر عذرا ولكنه عذر غير مقبول وهناك وسائل عديدة لصلة الأرحام، وإذا كان هناك ضرر عليك بسبب صلة الأرحام فلا يجوز قطعها نهائياً، ولكن يمكن الاقتصار في صلة الأرحام على السؤال بشكل مستمر كإلقاء السلام والتهنئة بالأعياد وفي مختلف المناسبات والمواسم، ولو كان ذلك عن طريق الهاتف والرسائل الهاتفية وكلها اصبحت متاحة مع الكبير والصغير، من الممكن جدا أن يجمع أحدنا أفراد العائلة ويتصل هاتفيا أو من خلال الانترنت بواسطة الفيديو ويكون الطرف الآخر قد جمع عائلته أيضا أمام الكاميرا، وليطمئن كل طرف على الآخر، والحديث الذي كان يدور في اللقاء المباشر يدور أيضا في اللقاء بواسطة الفيديو، وفي هذه التجربة متعة وتشويق والاستفادة من تكنولوجيا الاتصال.
copy short url   نسخ
29/04/2020
2334