+ A
A -
يعقوب العبيدلي
الحياة جلها كئيبة إلا في رمضان فإنها عجيبة، نحن في أفضل شهور السنة - رمضان -، نهنئ ونبارك لأنفسنا ولكم هذه العبادات، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم سائر الطاعات، نسأل الله فيه لنا ولكم العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة.
ولا تجعلنا يا ربّ ممن تعرض عنهم فنكون من المحرومين، اللهم آمين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا استهل هلال شهر رمضان أقبل على الناس بوجهه، ثم قال:
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، اللهم سلمنا لرمضان، وسلمه لنا، وتسلمه منا متقبلاً، - هذا حاله صلى الله عليه وسلم - حتى يخرج رمضان، قال جل أهل العلم إن هذا الدعاء أودع الله فيه من الأسرار ما يفتح لك الخزائن في رمضان، لأنها دعوات من النبي صلى الله عليه وسلم، دعوات تعرف طريقها إلى السماء، اللهم أقبل علينا رمضان والأمة الإسلامية تعاني القهر والظلم والقتل والذل والهوان والاستبداد والخيانة واستعراض العضلات، وهناك الضعيف المكلوم، والمشايخ والعلماء الغيورون في المعتقلات والسجون، ربي نعاني البلاء والوباء، (كورونا) السر المدفون وتضارب الأقوال في انجلائه في وقته المعلوم، اللهم اجعل رمضان شهر نصر وثبات على الحق، وأيّد المجاهدين المرابطين في كل مكان بجند من عندك - كما في سورة الأنفال – اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين والمنافقين والظلمة، ووحد صفوفنا وارفع رايتنا - رغم أنف الحاقدين واجعل كلمتك هي العليا وكلمة الذين كفروا وخانوا ونافقوا هي السفلى،
اللهم يا سامع كل شكوى، ويا شاهد كل نجوى، ويا عالم كل خفية، ويا كاشف كل كرب وبلوى، ندعوك ربي يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام بعد الموت
ربي ضاقت بنا الأسباب، وأُغلقت دوننا الحدود والأبواب، وأحاطت بالأمة المهالك، واشتدّت بنا الأزمات، واستحكمت حلقاتها، وأزفت الآزفة، ليس لها من دونك كاشفة، فاكشف اللهم غمتنا، وفرج كربتنا، وانصرنا على من أضر بنا، وارفع عنا هذا القهر والغمة، اللهم من كادنا فكده، ومن مكر بنا فامكر به، ومن بغى علينا فخذه،
اللهم إنا نشكو إليك الظلمة، وكيد الأعداء، وضعف العلماء، ربنا إننا متضرعون فاستجب، مستغيثون بك فأغث، اللهم إنا نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، إن لم يكن بك غضب علينا، فلا نبالي، ولكن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بك أن يحل بنا غضبك، أو ينزل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
كل عام وأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله أقرب، ومنه أخوف، وبه أعرف، وإلى الجنة أسبق، رفع الله عنا البلاء وسيئ الأسقام، وغفر لنا ورحمنا وفتح علينا وأغدق علينا، ورزقنا من فضله، وأكرمنا بليلة القدر، وأسعدنا مدى الدهر، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
27/04/2020
1745