+ A
A -
يشعرك بالقرب وإن كنت بعيدا، يشعرك بالألفة وإن كنت وحيدا، يملؤك بالسؤال وإن كنت خاليا، يعيش المجتمع بذاكرة الآباء والأجداد الذين كانوا يعيشون الانتماء للمجتمع وللوطن كأسرة واحده، كلما التقيت الاخ الكريم سعادة عبدالله بن محمد بن شمسان السادة، عضو مجلس الشورى وأحد أعيان قبيلة السادة الكريمة، أشعر تماما بهذه المشاعر، أجد فيه الطيبة، طيبة أهل قطر، نقاء السريرة وصفاء القلب، سبحان الله، هناك من تشعر معه بأن قلبه هو الذي يحدثك لا لسانه، أنا أحد الذين يبحثون عن القلوب لا عن الجيوب، يأسرني قلبُ أبيض، أشعر به صافيا، وإن كان متجهما أحس بنقائه وإن كان ناصحا، أشعر بإخلاصه وإن كان صادما. امتلأنا مادة حتى تغيرت الأنفس وتقلبت القلوب نحوها بشكل أصبح البحث عن قلب سليم كالبحث عن قطعة من الذهب في رمال العريق، أو في «طعوس» النقيان، أخذت المادة بالعديد ممن كنا نظن أنهم أقوى إنسانيا من أن تؤثر فيهم، استولى المنصب على العديد بعد أن كنا نعتقد أنهم أقوى جأشا من الكرسي وإغرائه. أدرك الأخ عبدالله بن محمد بن شمسان وأمثاله والحمد لله كثر في مجتمعنا الطيب، حقيقة السعادة، في الاتصال والسؤال، ليس اتصال المتكلف ولا سؤال العابر، لكن سؤال المحب الملم تماما بتاريخ قطر وأهل قطر، لشعوره بالواجب، عندما يجدك تشعر بسطحية الكثيرين ممن عشت معهم وعرفتهم أكثر منه، حيث يستوقفك سائلا، مهتما، بينما يمر الآخرون الذين ذكرت بخفة النسيان وبتجاوز الزمان الذي قضيته معهم. القلب السليم ليس صفة مجردة، القلب السليم له حمولة ثقيلة ترتفع وتترفع فوق كل شيء، لا يقدر عليها سوى من كان ذا حظ عظيم. نحضر المناسبات والأفراح والأعياد لكننا لا نلتفت لأصحاب القلوب التي من ذهب، التي تبقى بعد المناسبة كما كانت قبلها وبعد الأيام كما كانت قبلها، عبدالله بن محمد بن شمسان قلب من ذهب يخفق في الرويس الحبيبة بكل الحب لأهل قطر جميعا، هناك بلا شك قلوب كثيرة كقلب عبدالله في جميع أرجاء بلادي، في الوكرة، في الخور، في الدوحة، في الشمال، في الجنوب، قلوب من ذهب، لكن علينا أن نشعر بها لا أن ننشغل ببريق الذهب وننسى خفقان القلب المحب الذي هو أغلى من الذهب في حد ذاته.
عبدالعزيز بن محمد الخاطر
copy short url   نسخ
30/06/2016
1914