+ A
A -
كتبت – آمنة العبيدلي
يهل علينا شهر رمضان هذا العام في ظروف استثنائية غيرت وتغير مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس بشكل غير مسبوق، وستغير الوجه المألوف لهذا الشهر الفضيل أيضا، وذلك بسبب تفشي وانتشار فيروس كورونا حول العالم، ومن المظاهر الدينية التي يغيرها هذا الظرف الاستثنائي تعليق أداء الصلوات والتراويح والاعتكاف في المساجد، واستبدالها بالبيوت أخذا بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، ومن المظاهر الاجتماعية التي تختفي هذا العام قيام الولائم والعزائم والغبقة تجنبا للتجمعات التي عادة ما تكون بيئة خصبة لنقل العدوى.
«الوطن» قامت باستطلاع آراء عينة من المواطنين حول الاستعداد لهذا التغيير والوقوف على انطباعاتهم، وقد اتضح من خلال المقابلات التي أجريناها أن الشعب القطري يتميز بقدر كبير من الثقافة الصحية وعلى وعي كامل بأهمية ما اتخذته الدولة من قرارات تقضي بإحياء الشهر الفضيل في البيوت وحظر التجمعات والاختلاط حفاظا على صحة المواطنين، وفيما يلي أهم الانطباعات والآراء.



هناك تمارين يمكن ممارستها في المنزل

قال حمد عيسى إن أكثر ما يساعد على تفشي فيروس كورونا حسبما عرفنا من الدول التي تضررت هو التجمعات، لذلك كان قرار الدولة بتمديد القرارات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا قرارا حكيما، وكلنا كمواطنين ومقيمين كنا نتوقعه بل ونريده حفاظا على مجتمعنا.
وأضاف: سوف نحيي شهر رمضان على أكمل وجه في البيوت، وسوف نجتهد في الدعاء إلى الله بأن يرفع هذا الوباء من العالم ويحفظ قطر من كل مكروه، ولا مانع من التخلي عن بعض العادات من ولائم وأمسيات بها تجمعات، أيضا لابد أن لا يكون هناك تجمعات حفاظا على صحة الأطفال وكبار السن.
وأضاف قائلا: لقد تعودت على ممارسة رياضة المشي على الكورنيش وفي بعض الساحات قبيل المغرب في رمضان من كل عام، وهذا العام سوف أمارس أنواعا أخرى من الرياضة في البيت، أقصد الرياضة التي لا تتعارض مع تداعيات الصوم، فالرياضة في البيت أوصى بها الأطباء وهناك دراســـــات عديدة تفيد، حيث إنها ترفع مناعة الجسم ضد الفيروسات والميكروبات والطفيليات والكثير من الأمراض المزمنة، وهناك العديد من التمارين التي يمكن ممارستها في البيت دون الحاجة للخروج مثل تمارين الضغط والبطن والقرفصاء، ولا مانع من مساعدة الأهل في التجهيز لوجبة الإفطار، أقصد أن إحياء شهر رمضان في البيوت من الممكن أن يؤدي إلى تعلم بعض المهارات الجديدة.


غياب الولائم سيقلل من التبذير والإسراف

قال علي الزيني: حفاظا على صحتنا وصحة المجتمع ومساندة الدولة في كفاحها لانتشار فيروس كورونا نتقبل البقاء في البيوت وأداء الفروض والسنن فيها بدلا من المساجد، لأن الدول التي عانت كثيرة بسبب فيروس كورونا أكدت أن السبب كان التجمعات، لذا علينا الاحتراز وتقبل قرارات الدولة بكل أريحية لأنه لو وُجد أحد مصاب بالفيروس ودخل المسجد سوف ينقل المرض لكل من في المسجد حتى لو كان به 500 مصل، ولك أن تتخيل لو أن كل من في المسجد قد أصيب بالفيروس ثم نقله إلى أسرته ماذا سيكون الحال وكذلك الحال بالنسبة للمقاهي والخيام الرمضانية فالاختلاط فيها يشكل خطرا كبيرا.
‏إذن قرار إغلاق المساجد حتى يتلاشى الوباء قرار سليم، أما التقرب إلى الله ففي استطاعة كل واحد أن يكثر من العبادة والطاعة حتى لو كان في صحراء، بالنسبة لي سوف أحيي شهر رمضان في البيت وسوف أضفي علــــى الــبـيـــــــت بهجة وسعادة.
‏أما الولائم والعزائم فلا داعي لها، وغيابها سوف يقلل من التبذير والإسراف، وعندما ينتهي الوباء لا أحد يمنع أحدا من الولائم أو العزائم، وأعتقد أن المواطنين والمقيمين متفهمون لهذه الحقيقة، ونسأل الله أن يحفظ قطر أميرا وحكومة وشعبا.


فرصة جيدة لمزيد من الترابط الأسري

‏قال راشد الهاملي: مكانة شهر رمضان في الإسلام لا تتغير بتغير الزمان والمكان ولا بتغير الظروف الطارئة، ففضل شهر رمضان عظيم في كل الظروف، فالفرائض والسنن التي كنا نؤديها في المساجد سوف نؤديها في البيوت دون نقصان، وهذا سوف يضفي على البيوت مزيدا من الأجواء الروحانية والإيمانية الجميلة.
‏وأضاف: وستكون هناك فرصة جيدة لمزيد من الترابط الأسري، فالوقت الذي كنا نقضيه في الزيارات للأقارب والأصدقاء نقضيه مع الأسرة، ونتناقش في أحوالها ونعيد ترتيب حياتها إذا احتاج الأمر، فيزداد التفاهم والتقارب، فالحديث الذي كان يدور مع الأقارب يدور بين أفراد الأسرة بعضهم البعض فهم الأقرب لبعض عن غيرهم، كما أنه بإمكانا أن نقضي أوقاتاً ممتعة مع الآسرة خلال الشهر الكريم .
‏وتابع: أيضا سوف لن أتخلى عن ختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل، لكي تعم بركة القرآن البيت، ونعمل على ارتباط أفراد الأسرة بالقرآن، بدلا من الوقت الذي كنت أقضيه في المسجد بعد صلاة العصر لقراءة القرآن، نحن علينا أن نجعل من محنة فيروس كورونا منحة لنا في الشهر الفضيل، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وصلاتنا



الإسلام يهتم بالحفاظ على النفس

قال عبدالعزيز عمر إنه من الصعب على النفس الغياب عن المساجد في شهر رمضان هذا العام بسبب فيروس كورونا الذي يتفشى في العالم، ولكن الدين الإسلامي مثلما يدعو للصلاة والاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان الكريم، يأمرنا أيضا بالحفاظ على النفس البشرية والأخذ بالأسباب، فالشرع لا يتصادم مع العلم، مضيفا: إذا كان العلم وأهل الطب يؤكدون أن التجمعات تؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا فلابد من الأخذ بالأسباب ووقف أي تجمعات حتى لو كانت في المساجد، إذ أن الحفاظ عليها من مقاصد الشريعة.
‏وأرى مثل الكثيرين غيري أن كل ما تتخذه الدولة من قرارات لمنع انتشار التجمعات خلال شهر رمضان ومن بينها موائد الرحمن وغيرها هي تدابير وإجراءات وقائية مشروعة من أجل مصلحة المجتمع، فنحن لا نبتعد عن الدين بل إن هذا كله من صميم ديننا العظيم.
‏وفي هذا العام سوف أزيد من عبادتي وأنا في البيت، من حيث أداء جميع الفرائض والسنن والإلحاح في الدعاء بأن يرفع الله هذا الوباء، وبدل ختم القرآن مرة سأختمه أكثر من مرة، ومن حيث صلة الأرحام إذا كان يترتب عليها زحام، فتكون من خلال الاتصال التليفوني حيث التحدث مع الأقارب والاطمئنان عليهم.


سنغير عاداتنا حفاظاً على حياتنا

قال محمد الكعبي إنه قد تهيأ تماما للقرارات التي اتخذتها الدولة والتي تتعلق بالاحتراز والإجراءات الوقائية والتي من شأنها أن تغير شكل الحياة المألوف الذي تعودنا عليه خلال شهر رمضان طوال الأعوام الماضية.
وأضاف أنه لم يجد صعوبة في تقبل هذا الأمر، بل إن التغيير ضرورة من ضرورات الحياة، لابد للإنسان أن يتمتع بالمرونة ويجري التغيير، فإحياء شهر رمضان في البيت لن يقلل من عبادتي لله ولكن العكس من الممكن أن يزيد في العبادة من صلاة وذكر وتلاوة القرآن والإكثار من الدعاء بأن يرفع الله هذا الوباء، ويعم الأمن والسلام ربوع قطر الحبيبة، كما أن العزائم وتبادل الزيارات هي عادات اجتماعية ومن الممكن أن تعوض بعد أن يمن الله على العالم بتلاشي هذا الوباء.
copy short url   نسخ
21/04/2020
1538