+ A
A -
شخص حكم عليه بالسجن المؤبد في عام 1983 لإدانته بجريمة قتل لم يرتكبها، فأخذت شقيقته تبحث هنا وهناك لإثبات براءته، وإخراجه من «الحبس» السجن، (18) عاماً وهي تبحث وتسأل وتستقصي، من أجل أن تنقذ أخاها وشقيقها، وتحصل على براءته والعفو عنه، فترة طويلة وهي تبحث عن البراءة، رغم المعاناة، رغم الصعوبات، رغم التحديات، ربما تفشل، ربما لا تنجح مساعيها، ولكنه الإصرار، ورابطة الأخوة، و«الدم ما يصير ماء» و«الظفر ما يطلع من اللحم» رغم الألم، رغم القهر، رغم الوجع، استمرت في البحث لتفريج الكربة عن شقيقها، رغم الحس السوداوي، رغم الوضع الصعب، والظروف الأصعب، إلا أنها صنعت المستحيل، وبرئ شقيقها من تهمة القتل، بفضل جهود شقيقته، قصة حقيقية جسدها الفيلم الأميركي (conviction) المقتبس من قصة حقيقية حدثت في عام (83)، تعكس علاقة حب واحترام وإجلال وقوة رحم وتلاحم أخوي، يتخطى كل شيء، الشاهد أن الأخ والأخت حصن منيع، وركن شديد، قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه «الرجل بلا أخ كشمال بلا يمين، وكذلك المرأة، وأنشدوا في ذلك وقالوا:
وما المرء إلا بإخوانه كما..
يقبض الكف على المعصم
ولا خير في الكف مقطوعة..
ولا خير في الساعد الأجذم
- (المقطوع جزء منه)
الأخ والأخت معونة على حوادث الزمان، ونوائب الدهر، وعون في السراء والضراء، الأخت للأخ كالرقعة للثوب، إن لم تكن مثله شانته، إن المال زائل، والعقارات متروكة، والمنصب والكرسي والمسمى الوظيفي كلها عبارة عن ظل زائل، ولكن الإخوان والأخوات، الأشقاء والشقيقات، كنوز وافرة، وظلال وارفة، فالله الله بإخوانكم وأخواتكم ورمضان على الأبواب، تواصلوا – ولو عن بعد – تفلحوا، أحسنوا لهم، لا تقطعوا حبالهم، وودهم، وادعوا لهم، معهم تحلو الحياة، التمسوا لهم الأعذار، وكونوا معهم ودودين بالقول والفعل، وصفوا النية معهم، وكما قال الشاعرالعربي:
ومن لم يغمض عينه عن شقيقه
وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب..
وعلى الخير والمحبة نلتقي

يعقوب العبيدلي
[email protected]
copy short url   نسخ
21/04/2020
30005