+ A
A -
بات الوضع الداخلي في «إسرائيل» أمام مفترق حرج جداً، بالنسبة لتشكيل الحكومة الجديدة، فالجنرال بيني غانتس لم يستطع أن يُنجز تشكيل الحكومة وفق كتاب التكليف من قبل الرئيس «الإسرائيلي» رؤوبين ريفلين، حيث راوحت الأمور مكانها مع نتانياهو، تجاه العديد من القضايا الخلافية، وعلى رأسها مسألة تعيين اللجنة المعنية بتعيين القضاة، وهو مايعتبره نتانياهو خطراً شخصياً عليه.
ومازاد من تعقيد الأمور، رفض الرئيس «الإسرائيلي» منح غانتس مهلة اضافية لتشكيل الحكومة، والإتجاه نحو عرض الوضع على الكنيست، وتكيلف أي شخصية من اعضاء الكنيست تستطيع أن تنال ثقة 61 نائباً وما فوق. لكن وأمام الحاح نتانياهو وغانتس معاً، قرر «الرئيس الإسرائيلي»، رؤوفين ريفلين، بعد انتصاف ليل الإثنين 13/4/2020 الثلاثاء 14/4/2020، قرر تمديد مهلة التفويض الممنوحة لغانتس، وبشكلٍ محدد، لتشكيل «حكومة إسرائيلية»، في محاولة أخيرة للتوصل إلى «حكومة وحدة إسرائيلية»، بحيث انتهت أمس الأربعاء 15 أبريل 2020، عند منتصف الليل. لذلك بادر زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو، ورئيس حزب (كاحول/لافان)، الجنرال بيني غانتس، لعقد لقاء ليلي بينهما، مع لقاء أخير صباح يوم الثلاثاء 14/4/2020 الجاري، كفرصة أخيرة أمامها قبل احالة الموضوع للكنيست من قبل الرئيس رؤوبين ريفلين.
الأحداث التي تتالت في «إسرائيل» بعد إنجاز الإنتخابات المُعادة للمرة الثالثة، كانت بالفعل أحداث دراماتيكية، فتكتيك (نتانياهو ــ ريفلين) استطاع تفكيك قائمة (كاحول/لافان) وبقي اسمها فقط الذي احتفظ به غانتس، عندما خرج حزبين منها (تيلم + ييش عتيد)، وبقي فقط حزب غانتس «مناعة إسرائيل». كذلك الأمر، وفي أعقاب هذه التطورات، انشقّ تحالف أحزاب اليمين المُتطرف «يمينا» من كتلة اليمين التي جمعته مع الليكود وشاس ويهوديت هتوراه، وهي الأحزاب التوراتية التي دعمت نتانياهو طوال الجولات الانتخابية الثلاثة الأخيرة، منذ أبريل 2019 العام الماضي.
إن نتانياهو، كان ومازال أكبر المستفيدين من كل الاستعصاءات التي وقعت، والتي قد تقع، في مسار تشكيل الحكومة، وذلك من أجل إنقاذ نفسه من القضاء ومن التهم المنسوبة له بالفساد وتلقي الرشاوى والعمولات، وحماية لنفسه من محاولات خصومه لإنهاء حياته السياسية، وهو مادفع برئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، الحزب المحسوب على اليمين العلماني، لمهاجمة كلاً من نتانياهو وغانتس معاً، موضحاً أنه «لم يسمع عن إجراء نقاش حقيقي ومعمّق حول تغييرات دراماتيكية من أجل شفاء جهاز الصحة، مواجهة البطالة ومساعدة المستقلين والقطاع التجاري. وبدلاً من العروض الاستعراضية، والاتهامات والوعظ المتبادلة، أعطونا قدوة شخصية.
شكّلوا حكومة مع أقل عدد مُمكن من الوزراء، وقلصوا رواتب المسؤولين وبضمنها راتب رئيس الحكومة والوزراء وأعضاء الكنيست وكبار الموظفين، وأخرجوا البند الذي يتحدث عن بناء منزل رسمي للقائم بأعمال رئيس الحكومة، من الاتفاق بينكما».
إن اللحظات الصعبة التي تم فيها وضع الجنرال بيني غانتس، وصعوبة إجراء انتخابات معادة للمرة الرابعة، ستدفع به للقبول بما سيطرح نتانياهو، مع سعي الأخير لإبقاء القليل من الماء في وجه غانتس؛ فنتنياهو نجح في تكتيكاته، وانحاز له عملياً الرئيس ريفلين، كما أن الظروف والمعطيات الناتجة عن وباء كورونا ساهمت بتيسير أموره.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
16/04/2020
1392