+ A
A -
يقول أهل العلم والفقه حفظهم الله، من الأرزاق المنسية عند عامة الناس، سكينة الروح، وصحة الجسد، دعوة أم أو أب، لقاء محب، وجود أخ أو أخت، ضحكة ابن، صديق صالح، صلاح نفس، صلاة في وقتها، عين ترى، لسان ينطق، نوم هنيء، جسد معافى، نعيم مترف إلخ، كلها أرزاق منسية، والحمد لله رب العالمين دائماً وأبداً، يقول لي أحد الزملاء الأعزاء، بعد تعليمات اللجنة العليا لإدارة الأزمات بالبقاء في البيت إلا للضرورة، صرت أقضي جل وقتي في حديقة المنزل، بين الزهور، والأجواء الساحرة، والبساط الأخضر، والأطباق المشوقة من كل ما لذ وطاب، تحت أنغام الطرب الأصيل، والأغاني القديمة الطربية، واكتشفت أن حديقتي نعمة، كنت متجاهلها كل هذه الفترة، وأنا مشغول بالطلعات والزيارات، و«المواجيب» اللي لها أول ما لها آخر، يقول الزميل، هنا رجعت إلى حديث الرسول صلى الله علي وسلم «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»، يعني من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي في الدنيا، فينبغي أن لا يستقبل يومه إلا بشكرها وأن يصرف جهده في طاعة الله، لا أذية البشر، وقطع أرزاق الخلق، والاستبداد في الأرض، والقيل والقال في الناس، والضرب في أعراضهم، وكشف سترهم، والتشكيك في نواياهم إلخ، محنة «خلك في البيت» - كما يراها البعض - قد تكون «منحة» من حيث لا ندري، برحمته وعلمه، وربما «خلك في البيت» لنا فيه الخير الكثير، فقط علينا أن نصبر ونحتسب ونسمع التعليمات الناصحة المحذرة من الخروج إلا للضرورة.
«كورونا» قد يكون منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفائدة لا مصيبة، إن تقدير الله لنا كله خير، إن الله لا يخلق شراً محضاً إلا وفيه الخير، الشر ليس لله ولكن الخير كله لله، فالبلاء سينجلي عن نعماء إن شاء الله، «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، استمتعوا بأوقاتكم ولحظاتكم ولا تهدروها بالامتعاض والتأفف والملل، ولا تنفكوا من شكر الله على نعمه الكثيرة في كل الأحوال، «ولأن شكرتم لأزيدنكم»، نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
15/04/2020
2567