+ A
A -
مازالت الاستعصاءات ماثلة أمام تشكيل الحكومة «الإسرائيلية» الجديدة، بالرغم من التفكك العملي للحلف المعارض وقائمة (أزرق/‏ابيض)، والسبب الرئيسي في ذلك يعود لسعي قوى اليمين واليمين المتطرف بما فيها حزب الليكود، لفرض مجموعة شروط كبيرة على تشكيلة الحكومة. حيث يَسبَح المجتمع «الإسرائيلي» في أجواء التطرف، بعد أن باتت مشاهد الفاشية العميقة مُنغرسة في المجتمع «الإسرائيلي الصهيوني»، وعبّرت عن نفسها بنتيجة الانتخابات المعادة للمرة الثالثة، وتفكك المعارضة التي لا تختلف في جوهرها وبرامجها وتوجهاتها عن قوى اليمين.
ولنا أن نحاول الإطلاع على شبكات التواصل الاجتماعي في «إسرائيل» لنقرأ مفردات العربدة التي يُمارسها رعاع وغوغاء ويمين المجتمع الصهيوني بغالبيته الساحقه، والتحريض على العرب عموماً وعلى الفلسطينيين خصوصاً، والديماغوجيا المُنفلتة في الساحة السياسية «الإسرائيلية» على أعلى مستوياتها، والتي لا مفر من تسميتها باسمها الصريح بــ (الفاشية).
إن «إسرائيل» كانت ومازالت تحت هيمنة القرار والصوت الفاشي، ومنبع الفاشية في سلوك المجتمع «الإسرائيلي الصهيوني» على أرض فلسطين العربية، ينطلق ايضاً من حواضن الرؤية الصهيونية، ولغة الصلف والغرور، فكل دولة أو كيان أو أي حركة سياسية تُضفي صفات التميّز، التفوق، الفرادة، الاستثناء، والقداسة الأسطورية على حالها أو شعبها، أو أمتها، أو طائفتها، أو مذهبها.. إلخ، يعني، عملياً، أنها قررت، عن سابق إصرار وتصميم، «شيطنة» كل «أغيارها»، توطئة لتعبئة وتنظيم وحشد، وإعداد ما أمكن من جمهورها وأتباعها، وإقناعهم وانخراطهم فيما تُعِد. إن في هذا ما يكفي لولادة الحركات والدول العنصرية الفاشية بصورها، وتجريم كل من ينتقد ويناهض ما ترتكبه من جرائم حرب موصوفة، وإبادة جماعية ممنهجة، وتطهير عرقي مُخطط، وهو الأمر السائد منذ قيام الكيان الصهيوني على انقاض الكيان الوطني والقومي للشعب العربي الفلسطيني عام 1948.
إن «إسرائيل» والمجتمع «الإسرائيلي الصهيوني» المتساوق مع جيشه وأجهزة أمنه تتساوى، في كل ما تَقدَم مع الدول العنصرية الفاشية التي عرفها التاريخ الحديث والمعاصر للبشرية، وكل ما يميزها عنها هو أنها لاتزال تتمسك بكذبة أنها «دولة يهودية ديمقراطية»، وبأكذوبة أن جيشها هو «الجيش الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم قاطبة»، وبكذبة «أن الفلسطينيين عندما يأتون لقتل مواطنيها اليهود، هم من يجبر جيشها على قتلهم».
إن المجتمع «الإسرائيلي» بات اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، مُنحازاً بغالبيته لصالح قوى اليمين والتطرف.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
14/04/2020
1112