+ A
A -
أحلى لحظات الصباح تبدأ مع صلاة الفجر وأذكارها ووردها وزقزقة العصافير، قال تعالى (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ? وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَ?كِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (44 - الإسراء)، وكما قال الشاعر العربي الملقب بأبو العتاهية:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه الواحد
زقزقة العصافير تجلب السعادة والابتهاج، والسرور والأنس، وتضفي على الأجواء رومانسية حالمة، يفوق تأثيرها الموسيقى أحياناً، زقزقة العصافير جزء لا يتجزأ من حياتي ولحظاتي اليومية، خاصة مع تطبيق سياسة وتنفيذ تعليمات الحكومة الموقرة «خلك في البيت» صرت أهيم بزقزقتها، وأصواتها، وتغريداتها، وكأنها تعزف أحلى السيمفونيات العالمية، أو العربية الأصيلة، لحظات «خلك في البيت» ماتعة ممتعة مع زقزقة العصافير بأنواعها، صار صوتها جزءا مني، كم هي جميلة هذه العصافير، أو الزغاليل، أو البلابيل، إنها تضفي جمالاً على الجمال، وحياة على الحياة، وشفاء للقلوب المتعبة، والأنفاس اللاهثة، والأبدان المنهكة، كورونا (كوفيد 19) أتعبنا أنهكنا روعنا، «لخبطنا» «خربطنا» عطلنا، استنزفنا، ولولا الأمل، والعمل الجاد والمتقن، لمواجهته، وزقزقة العصافير الباعثة للسرور والحبور، والانتعاش، ما ابتسمنا، أصوات العصافير تدفعنا للحب، للرومانسية، للحميمية، للهدوء، والاسترخاء، رغم غبار الأجواء، زقزقوا كما تزقزق العصافير، في أجوائها، وفي أقفاصها، وفي مساحاتها، بإدخال السرور على كل قلب، وكل روح، أنهكها التعب، وهدها النصب والوصب، زقزقوا كما تزقزق العصافير بالمساهمة مع فرق التطوع المتعددة، في دعم كل عمل خيّر، في التعليم، في كفالة مريض، في مساعدة معاق، في التبرع، في الصدقات، في إعانة الآخرين، وتفريج كربهم، وتخفيف محنهم ومنغصاتهم، في الالتزام بالتعليمات «وخلك في البيت»، كلنا معاً ضد فيروس كورونا (كوفيد 19) ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو كان يسيراً، حتى يصدق فينا قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) آل عمران 110. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
12/04/2020
4582