+ A
A -
سألني أحد الإخوة الزملاء الأحباب من قريب حول هذا الموضوع، فقلت له سؤالك كبير وصعب الإجابة عليه، لأن لكل شخص إجابته وظروفه وثقافته وقناعته ووضعه، وستكون لكل شخص إجابة مختلفة، لسبب أو لآخر، اعتدنا على الخروج والذهاب والتواصل مع الآخرين والتزاور، وحضور المناسبات المختلفة، وممارسة المشي في المساحات الخضراء والحدائق هنا وهناك، اعتدنا على المصافحات والعناق، وأنماط حياتية سائدة في مجتمعنا. اليوم الظرف الصحي وانتشار فيروس كورونا يستدعي ويفرض علينا سياسة «خلك في البيت» كإجراء احترازي وعلى مستوى الدولة، نعم لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وما قدر يكون، ولكن أيضاً نحن خائفون وجلون، من الأعداد الكبيرة المصابة يومياً، وحالات الوفاة اليومية، وما أكثرها في بعض دول العالم، إذاً والوضع غير مستقر، صمم حياتك الجديدة في بيتك، وخلك في البيت، مارس قراءاتك، كتاباتك، عملك عن بعد، ومارس هواياتك، وأتم وردك من القرآن، والأذكار، ومبادراتك ومشاريعك وتصميماتك، من بيتك وبقبول حسن، ورضا نفس، وبحكم أنك شخص اجتماعي تميل إلى المشاركة، شارك مع قروبات العمل في الحوارات والمناقشات، وشارك أفراد الأسرة في ما تراه مناسباً، وكل هذه المشاركات قادرة على إشباع الحاجة لديك، المشاركة ولو في نطاق ضيق، واستثمار اللحظات صح في الحجر المنزلي أو أثناء خلك في البيت، تضفي على نفسيتك راحة وبهجة، وكسر الروتين الممل الذي ربما ستشعر به، خلك في البيت واقع يجب أن نسلّم به ونقبله للمصلحة العامة، ويجب أن نتحلى بالصبر والشجاعة في مواجهة تداعيات فيروس كورونا، الذي يقف خلف كل هذه الاحترازات التي اتخذتها الدولة مشكورة للمحافظة على البلاد والعباد، وسياسة خلك في البيت التي اتخذتها الدولة، ما اتخذت بهذه الطريقة الحضارية إلا حفاظاً عليك، وهذه التدابير غير قابلة للشك أو التمرد عليها أو الضرب بها عرض الحائط وعصيانها، كلنا يدرك خطورة الوضع، ونعرف حجم المأساة، ويجب أن نملك شجاعة «خلك في البيت» إلى أن تزول الغمة عن الأمة، ونسأل الله السلامة للجميع، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/04/2020
3548