+ A
A -
يعقوب العبيدلي
في ظل أزمة كورونا الراهنة، ارتحلنا من حال إلى حال، وكتب علينا للصالح العام «خليك في البيت» تحرزاً للمجهول، وقلنا سمعاً وطاعة، ولا جدال في ذلك، البيت هو الأضمن، وهو الأسلم، وهو المأمن، من فيروس كورونا المنتشر في الجو كما يقول العارفون والمتخصصون، البيت فيه الحب، ويبادلك حبا بحب، فيه السلام، والكلام، والهيام، فيه الأنس، والهمس، والإحساس والطيبة، إنه المكان الأليف الذي اعتدناه، وفيه بضعة من أنفسنا، أنا ومن مثلي والحبل مثني «ممن تجاوز 55 سنة سعداء» بخليك في البيت «وسعداء بالبقاء بالبيت» تحرزاً من ويلات فيروس كورونا المنتشر الذي يحصد الأخضر واليابس «حتى اليابس لا يسلم منه» في عدة دول بالعالم وسعداء بالبقاء في البيت للتعرف عن قرب على - ( شخص + عزيز ) – كان متروكاً – من أنفسنا، وهذا عادة مالا يحدث إلا في الإجازة بدءاً من الخميس إلى الجمعة إلى السبت ! الرغبة في البيت وإلى من في البيت يدفعنا للسعادة من تعليمات وتنبيهات وقرارات ودعوات «خلك في البيت»، هذه الرغبة في لقاء جزء من نفسك المتروك في البيت يسعدك ويفرحك، مما يجعلك تعود للبيت بسرعة، وتبقى في البيت طوال فترة الأزمة الطارئة، رغم أن البعض ما اعتاد البقاء في البيت، وتعود على «المهايل» و«الهياتة» بالشوارع، إلا أن الخيار الأسلم والأصوب في هذه الفترة هو «البيت» خليك في البيت، لتجنب المشاكل الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المنتشر في الجو ! قد تخلق الجلسة في البيت الملل كانطباع أول، ولكن المطلوب التكيف والتصالح مع الوضع الجديد، لأن فيه المصلحة العامة، الزم بيتك، واستشعر جمال ما حولك، وتنفس بعمق على سرير راحتك، وتلمس سحر ما حولك، وأنت في أمان، حولك الفاكهة والرمان، اصنع لك أجواء رومانسية، حميمية، أجواء هادئة، تعوّد على العمل عن بعد، بهمة وانتعاش، وحب ورغبة في الإنجاز، وفعّل النية مع الله، في كل نفس صاعد ونازل، ّ«إنما الأعمال بالنيات»، تجد نفسك موفقاً إن شاء الله، صدقوني سياسة «خلك في البيت» لتحقيق المصلحة العامة، سياسة موفقة، وهدية جميلة، ورب ضارة نافعة، لقد أجهدنا الصخب، ورأينا مع البعض العجب، أساليب ملتوية، وتسوية حسابات شخصية، ومكر وخديعة، وقيل وقال، وهمز ولمز، وعلاقات غير صحية، ولكن العمل عن بعد ومع سياسة «خلك في البيت» يمكنك الحصول على كل شيء دون تقديم المبررات والأعذار، والحصول على الاسترخاء، والظل والهواء الصحي، واللحظات المنعشة، إن فضيلة «خلك في البيت» تفوق رذيلة «التسكع» في الطرقات في ظل الأزمة الخانقة، دفء البيت جميل، والتدثر بالحلال أجمل، لا صوت يعلو فوق صوت «خلك في البيت» والالتزام بالمكوث والجلوس فيه، وأنتم تستمعون إلى زقزقة العصافير، التي تذكرني بوشوشة العشاق والمحبين، وهم يتبادلون الرسائل، مبتهجين محتفين بشجن بـ «هلا بالخميس».
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
02/04/2020
2832