+ A
A -
هذا الفيلم يضعك في أجواء مغايرة لواقعك، ويجعلك تتساءل في بعض الأمور والظواهر المعاشة، ينقلك إلى عالم آخر من الأكشن والمتعة، إلى عالم التحريات، والحيلة، والدهاء، والمراوغة، إنه فيلم مشجع للمشاهدة، لأنه ينقل المشاهد والمتابع إلى عالم آخر من الحيرة والتساؤل، بأسلوب لا يخلو ابداً من الغموض، تبدأ مشاهد الفيلم حين يلتقي كل من أوين وروبرتس، الأول يعمل جاسوسا لدى جهاز الاستخبارات البريطاني MI6، في حين كانت روبرتس ناشطة في وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، حيث تبدو علامات الإعجاب واضحة بينهما، وتنتهي الأمور بعلاقة عابرة، تكون بداية لتاريخ مشحون بالعواطف والإثارة.
وبعد مرور عدد من السنوات، يلتقي كل منهما في ولاية نيويورك الأميركية، ولكن هذه المرة، يعمل كل منهما في واحدة من أكبر شركات الأدوية في الولايات المتحدة، ويخططان سويا للتجسس على الشركتين للحصول على وصفة كيميائية مربحة، وتقوم روبرتس بتأدية دور كلير ستينويك، وجاسوسة جذابة، تعمل مع حبيبها في مهمة خطيرة، خلال فيلم يتمحور بشكل أساسي على الحيل والألغاز المثيرة، المقدمة بشكل ذكي، وتتميز كل من شخصية أوين وروبرتس في الفيلم بالقوة وحب السيطرة، التي تكون المحرك الأساسي لعلاقتهما المليئة بألاعيب وألغاز شيقة، حب السيطرة هذا ينجم عنه النزاعات الكبرى، لإعادة ترتيب الأوضاع حسب مصالح كل دولة، وربما فايروس كورونا له ارتباط وثيق بسياسة حب السيطرة على العالم، وإذا استمرت الأمور على ما هي عليه من تنافس شعاره حب السيطرة على العالم واستغلال موارده بمنطق الدول الكبرى، والأقوى، فلن يكون بإمكاننا سوى الاستجابة لمطالبهم، كل فترة ستخرج علينا مؤسسات المافيا العلمية من هنا وهناك، وستطلق فايروسات مميتة في الجو، مسببة الذعر والخوف في العالم، لجمع التريليونات من الثروة، حتى لو راح ضحيتها الكثير، ثم بعد فترة تعلن عن اكتشاف العلاج، فتتهافت عليه الدول كي تحمي شعوبها مثل كورونا وغيرها، ويبدأ مسلسل آخر وبآلية جديدة وتقنية جديدة وهكذا، وكأننا نعيش واقع أفلام الأكشن والأنظمة الاستبدادية التدميرية المرعبة المؤمنة بحب السيطرة على العالم برمته.
اللهم زدنا علماً، اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والمحن، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، ورحم الله امرأً قال: آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
21/03/2020
6527