+ A
A -
مازال رئيس حزب (إسرائيل بيتنا) افيغدور ليبرمان، يقرع الطبول، منادياً بــ «حكومة وحدة وطنية»، أطلق عليها مُسمى «حكومة وحدة قومية»، واستبعاد أي تحالف أو توافق مع «القائمة العربية المشتركة»... !
أفيغدور ليبرمان، الذي يُعتبر أحد المرشحين للانضمام لحكومة يُشكلها الجنرال بيني غانتس، وينتقد نتانياهو بشدة، قال، إن «موقفنا من القائمة المشتركة لم يتغير، ونريد ائتلافاً صهيونياً وليبرالياً من دون الأحزاب الحريدية».
ليبرمان، لايريد أن يرى تفاهمات بين قائمة (كاحول/لافان) و«القائمة العربية المشتركة»، التي يضعها في مصاف الأعداء. لذلك فإن اتصالاته جري على خطٍ أخر مع حزب الليكود قائمة وجارية من تحت الطاولة، ومن وراء الكواليس، دون اعلانٍ عنها نتيجة خلافاته المستعرة مع اطراف اليمين التوراتي، فهو يُمثّل اليمين العلماني في دولة الاحتلال. وذلك في موازاة الاتصالات المُعلنة التي يجريها مع قائمة (كاحول لافان)، فشروط ليبرمان للانضمام إلى حكومة يُشكلها نتانياهو، وهي الشروط نفسها التي وضعها والتي سبق ووافق عليها بيني غانتس، وتنص على تحديد حد أدنى للدخل، سن قانون زواج مدني، قانون التجنيد للحريديين، فتح المحال التجارية وتسيير المواصلات العام يوم السبت في السلطات المحلية التي توافق على ذلك، وأن ينفذ حاخامات المدن إجراءات التهود. وهذه الشروط غير مقبولة بالنسة لحزب الليكود وحلفائه من الأحزاب التوراتية.
وتقول المعطيات المتوفرة، إن ليبرمان عرض خطة لتشكيل «حكومة طوارئ»، تتألف من حزبي الليكود، الذي يتزعمه رئيس «الحكومة الإسرائيلية»، بنيامين نتانياهو، وقائمة (كاحول/لافان) فقط، وتستند إلى 69 عضو كنيست، وأن تدعم جميع الأحزاب الأخرى حكومة كهذه من الخارج ولا تطلب حقائب وزارية في المرحلة الأولى. وإلا فإن «إسرائيل» نوشك على الدخول إلى نوع من الركود، وأزمة اقتصادية، وهذه الأزمة تستوجب إعادة التفكير. التفكير بحكومة وحدة حسب رأي ليبرمان.
إن القطب الآخر، المُتشدد من داخل قائمة (كاحول/لافان)، يائير لبيد رئيس حزب (ييش عتيد) سابقاً، والمرشح الثاني في قائمة (كاحول لافان)، فيرفض التعاون مع القائمة العربية المشتركة، كما هو حال وموقف ليبرمان، معتبراً أن «نتانياهو خسر الانتخابات، ويريد نقل مواقع القوة في الكنيست إلى أيدي (كاحول/لافان) وإئتلافه. معتبراً أن هناك تحريض رهيب بالاعتقاد أن ثلاثة رؤساء أركان للجيش «الإسرائيلي» والنخبة الصهيونية في قائمة (كاحول/لافان)، ولن تسمح تلك القائمة للقائمة العربية المشتركة بالمس بأمن «دولة إسرائيل»، على حد تعبيره.
على ضوء ذلك، يُقدّر قياديون في قائمة (كاحول/لافان) أن احتمال تشكيل ائتلاف مع القائمة العربية المشتركة غير ممكن، ولن تكون تلك القائمة جزءاً من أي حكومة تُشكل في «إسرائيل».
إن قيادة قائمة (كاحول/لافان) تعتزم تغيير تكتيكاتها باللعبة الداخلية «الإسرائيلية»، من خلال التركيز على محاولة استبدال رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، وتعيين رئيس جديد للكنيست سيمنع نتانياهو من تشكيل حكومة طالما تجري ضده الإجراءات القضائية».
وعليه، إن القائمة العربية المشتركة، وهي الكتلة البرلمانية الثالثة في الكنيست، تستطيع أن تُعطّل، وأن تؤخر، تشكيل حكومة، كما وتستطيع أن تُقلق الأحزاب «الإسرائيلية» الكبرى، وأن تجعلها تراجع العديد من حساباتها المتعلقة بفلسطينيي الداخل أصحاب الوطن الأصليين، لجهة الغاء العديد من القوانين والإجراءات التي مست مصالحهم الوطنية الخالصة.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
16/03/2020
1838