+ A
A -
يعقوب العبيدلي
يقولون الحياة مدرسة وفصولها تجارب وأبجدياتها معرفة، ومحصلتها ذكريات، إن الماضي يعد جزءاً أصيلا من مخزون ذكرياتنا، إنه الحنين إلى الذكريات الجميلة، إلى الماضي الجميل، شعور يغمرك بالراحة بالسعادة، عندما تتذكر مدرستك القديمة، وساحاتها وفصولها وأساتذتك، ومديرك، وزملاءك، في تلك الفترة، إن تقليب أوراق ذكرياتك القديمة، ودفاترك القديمة ومقالاتك القديمة، أو صورك القديمة، مع الأهل والأصدقاء، وتسترجع شريط الذكريات وكيف كنت وأصبحت، تشعر بالراحة والسعادة، كل منا يحن لهذا الماضي، زمن الطفولة والدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية والمراهقة والشباب الخالي من المسؤوليات، لأنها تعتبر أياماً دافئة، في عمق العلاقات بين الزملاء والأصدقاء والجيران، كل المشاهد القديمة عندما أراها اليوم أتذكر أيام طفولتي في المدرسة الابتدائية، وشبابي لأنها جزء من ماضيّ الجميل، وأشعر معها بالراحة والسعادة، إنها لحظات سعادة مميزة لا تعوض، تذكر الماضي أو ما يسمى بأحلام اليقظة، أمر مهم جدا للصحة العقلية للإنسان في تقديري الشخصي.
يقول بعض المتخصصين في العلوم النفسية وصحة الإنسان إن تذكر الماضي يعطي شحنة إيجابية لدماغ الإنسان على اعتبار أنه يحرك عواطفهم، فالماضي يحمل أهمية عاطفية وفوائد جسدية وعاطفية للإنسان لأنه يحمل معه أحداثا جميلة، تذكر الماضي الجميل نعمة من نعم الله على عباده، يصفها أهل الاختصاص بأنها آلية من الآليات التي يستخدمها العقل لرفع المزاج وتحسين الحالة النفسية، وهي تكثر في حالات الملل أو الألم بسبب ظروف الحياة، أو نكران الجميل خاصة عند «من مثلي والحبل مثني» – مثل خليجي قديم، فيقوم العقل باستدعاء ذكريات الماضي الطيبة بدفئها وعواطفها، فتعطيه تلك الذكريات نشوة ودفعة ودفقة وجرعة لمواجهة تحديات الحياة.
إن الحنين للماضي ذكرتني فيه احتفالية مؤسسة قطر – التعليم قبل الجامعي– بإعادة افتتاح مدرسة طارق بن زياد في منطقة السد بحضور صاحب السمو الأمير الوالد حفظه الله ورعاه وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، ومعالي رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وقيادات التعليم وجمهور غفير من عشاق الزمن الجميل بكل تفاصيله، كم كانت الاحتفالية رائعة وخيالية، والذكريات التي سردها الراوي الدكتور الصديق ربيعة صباح الكواري كانت مؤثرة، كماضينا الجميل المبهج، احتفالية صباح أمس في مدرسة طارق بن زياد بمنطقة السد أثارت فينا الشجن والفرح، ذكريات حركتها احتفالية التراث والهوية بمدرسة طارق بن زياد، وفق الله الجميع لما فيه الخير لأبنائنا الطلبة.
copy short url   نسخ
26/02/2020
3368