+ A
A -
لا مناص أمام بنيامين نتانياهو، وامام كتل احزاب اليمين في «إسرائيل» سوى التحالف والتعاضد على طول الخط. فلاحكومة ممكنة، ولا ائتلاف مُمكن، دون تكاتف حزب «اليمين القومي العقائدي» ونقصد به حزب الليكود بقيادة نتانياهو مع تلك القوى التي تمثّل اليمين التوراتي. حيث دلّت نتائج استطلاعات الرأي في دولة الاحتلال، أن الانتخابات التشريعية في دورتها القادمة لن تأتي بالجديد الذي يساعد نتانياهو على تجاوز منافسه الرئيسي حزب (كاحول/لافان) بقيادة الجنرال بيني غانتس، وبالتالي فإن ملاذات نتانياهو تفترض عليه التأكيد على وثيقة التحالف الوطيد مع احزاب اليمين التوراتي، وكذا حال تلك الأحزاب التي يغدق عليها نتانياهو ماتريده من الحكومة.
من هنا، بادر رئيس حزب شاس «وزير الداخلية الإسرائيلية»، أرييه درعي، ومعه وزير الأمن زعيم اليمين الجديد نفتالي بينيت، إلى تقديم «وثيقة ولاء» أخرى لزعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، طولب قادة أحزاب الحريديين وكتلة أحزاب اليمين التوراتي المتطرف بالتوقيع عليها، وتقضي بالتعهد بالمشاركة في حكومة يشكلها نتانياهو فقط. وقالت الوثيقة: «نشهد في الأيام الأخيرة تردد أنباء في وسائل الإعلام، بأنه بعد انتخابات الكنيست الـ 23 سيتم دفع تشكيل حكومة بقيادة (كاحول/لافان) وبمشاركة أو تأييد أحزاب من كتلة اليمين، وهذه أنباء غير صحيحة أبداً».
وأضافت الوثيقة أنه «بودنا التوضيح إثر ذلك، أننا لن ندعم ولن ننضم إلى أي حكومة باستثناء حكومة يُشكلها حزب الليكود ويرأسها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ونشدد على أننا لن نُجري أي مفاوضات منفصلة من أجل تشكيل حكومة أخرى».
إذا، القول الفصل، واضح، فخيارات أحزاب اليمين التوراتي المتطرف، وخاصة حزب شاس ويهوديت هتوراه، واليمين الجديد...تصب في بوتقة التحالف مع حزب الليكود وبقيادة نتانياهو دون غيره، وذلك بهدف الوصول إلى 61 مقعداً في الكنيست لتشكيل حكومة ائتلافية منهما.
وعليه، استغل نتانياهو توقيع «وثيقة الولاء» هذه من أجل مقارعة الكتلة المنافسة، والمقصود بها كتلة حزب (كاحول/لافان) برئاسة الجنرال بيني غانتس، والتحريض العنصري الفجّ ضد القائمة العربية المشتركة وضد المواطنين العرب بشكلٍ عام داخل «إسرائيل». وقال إنه «بات واضحا أكثر من قبل أن لا توجد إمكانية أمام بيني غانتس لتشكيل حكومة من دون دعم أو امتناع القائمة المشتركة في الكنيست، وحكومة متعلقة بالقائمة المشتركة ستكون خطراً على أمن إسرائيل».
إذاً، نحن الآن أمام تحضيرات تجري على نطاق واسع في «إسرائيل» لتكتيل قوى اليمين القومي العقائدي مع قوى اليمين التوراتي المتطرف، للوصول إلى إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية في الانتخابات القادمة، والمتوقع أن تجري قريباً جداً، وتحديداً في الثاني من مارس 2020، في اعادة لها للمرة الثالثة.
وبالتالي، وفي حال نجاح تلك القوى، سنكون أمام حكومة «إسرائيلية» تمثّل زبدة قوى التطرف في دولة الاحتلال، حكومة ستندفع نحو تطبيق مايسمى بــ «صفقة العصر» بالرغم من العديد من التحفظات التي سجلتها القوى التوراتية على تلك الصفقة باعتبراها قد تقود لبناء دويلة أو شبه دويلة فلسطينية.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
20/02/2020
1666