+ A
A -
آمنة العبيدلي
الأحداث التي يمر بها العالم أو تمر بالعالم – ليس هناك فرق كبير - تفضي بالإنسان أحيانا إلى وقفة مع النفس، يتأمل ويفكر، ويحلل ويفسر، فنحن جزء من هذا العالم نؤثر فيه ويؤثر فينا، وبينما أطالع آراء عدد من الحكماء والخبراء في أحوال الناس إذ بعيني تقع على بعض ما يكتبون من حقائق، فأقرأ عبارة: «إذا كنت تملك طعاما في ثلاجتك وملابس على جسدك وسقفا فوق رأسك ومكانا تنام فيه ليلا فأنت أغنى من 75% من سكان هذا العالم!!.
حمدت الله كثيرا على ما نحن فيه من نعم، وتساءلت لماذا هذه الحقيقة المفجعة، ثلاثة أرباع البشر الذين يعيشون الآن لا يجدون طعاما، أو لا يجدون ملبسا، أو حتى مأوى؟، كل هذا مع أن نعم الله تعالى كثيرة لا تحصى ولا تعد، ولكن ماذا نقول وهذا كله بسبب ما يفعله الناس مع بعضهم البعض.
حقيقة أخرى قرأتها تقول إذا كنت تملك نقودا في محفظتك وتستطيع أن تأكل ما تشتهي من الطعام، وتعيش بدون أمراض فأنت من بين الـ 18% الأغنياء والمحظوظين على وجه الأرض، وهذه حقيقة جلية فمن يقرأ بيانات منظمة الصحة العالمية حول بؤر الأوبئة في العالم يُخيّل إليه من أول وهلة أن الناس كلها مرضى، وطبعا المريض ممنوع من تناول أطعمة كثيرة يشتهيها حتى لو كان يملك مال قارون، فالأمراض انتشرت وأخذت تفتك بأعداد كثيرة من البشر، وفي تقديري المتواضع أن معظم الفواجع لا تأتي إلا بناء على السلوكيات الخاطئة لكثير من البشر.
لو كل إنسان وقف مع النفس واتخذ قرارا بأن يكون إيجابيا وراضيا وقانعا ستنتهي الغالبية العظمى من مشاكل البشرية.
وإن أكبر شيء يغضب الله تعالى من العبد هو «كسر الخاطر» فعندما تكسر خاطر إنسان لجأ إليك ورددته وأنت قادر على تلبية طلبه فقد أتيت بأكبر ذنب يغضب الله تعالى.
ليت البشر يجبرون بخواطر بعضهم البعض، من قصدك في البحث عن عمل ساعده إن كنت تقدر، ومن قصدك في فك كربة ساعده إن استطعت، لو كل إنسان أدى عمله ووظيفته في الحياة على الوجه الأكمل سوف يجبر بخواطر الناس.
نحمد الله على ما نحن فيه أهل قطر من نعم، ونسأل الله الخير لكل الناس، والأمن والسلام للبشرية جمعاء والله المستعان.
copy short url   نسخ
30/01/2020
2551