+ A
A -
مع إشراقات الأيام الأولى من العام الجديد استعرضت خريطة العالم، فوجدت الدنيا مليئة بالكوارث، وهي إما كوارث من صنع البشر، وإما ظواهر طبيعية، فأما التي من صنع البشر فهي من قبيل الحروب المتعددة والاغتيالات المستمرة، والحرائق المندلعة كتلك التي أتت على الأخضر واليابس في أستراليا، حرائق أودت بحياة 24 شخصا و500 مليون حيوان «أي نصف مليار» وانقراض العديد من الكائنات الحية الأخرى، وحرقت 5.5 مليون هكتار و1400 منزل ولا يزالون يحذرون من القادم أسوأ، وأما التي من قبيل الظواهر الطبيعية فمثل الانهيارات والفيضانات والزلازل، وكلها تخلف خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات.
أمام هذا العالم المليء بما يخيف حمدت الله حمدا كثيرا طيبا على ما نحن فيه من أمن وأمان وسلامة وسلام، وعيش رغيد، وبلد يتطور ويتقدم بوتيرة سريعة في كل المجالات بفضل توجيهات قيادته الحكيمة وتماسك أبناء الشعب وعزيمته على التطور.
وفي هذه اللحظات راودتني بعض الخواطر الكفيلة بتحقيق الهدوء النفسي للبشرية، أتمنى من كل إنسان على هذا الكوكب حباه الله بالصحة والعافية أن ينظر إلى الحياة من جانب مشرق، سيقتنع وقتها أنه سعيد، لأنه يمتلك أسباب السعادة، وعندها سيكسر اليأس بكلمات من التفاؤل والفرح، أقول لكل من يقرأ كلماتي كلما داهمك اليأس دع الأمل يشرق في قلبك من جديد، وقل بصوت عال ليس للحزن مكان في القلب، وإذا عرفت أنك سعيد فأسعد غيرك، فالسعيد حقا من أسعد غيره، والكريم من شمل الآخرين بكرمه، والطيب من شعر الناس بالأمان في وجوده.
حاول دائما أن تمتلك القلوب بحسن تعاملك وحبك للغير، والتمس للناس العذر، وتذكر دائما أن من ابتغى صديقا بلا عيب عاش وحيدا، فلنتحمل هفوات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا.
إذا أردت أن تذوق طعم راحة البال فلا تفسر كل شيء بسوء نية، ولا تدقق في كل شيء لتبحث عن سلبيات تسجلها على الآخرين، ولا تحلل كل شيء إلا بمنهج سليم يهدف إلى تجميل الحياة والإصلاح، فإن الذين حللوا الألماس وجدوه فحما.
لا تحرص على اكتشاف الآخرين أكثر من اللازم، والأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائما، واترك الخفايا لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فقد قال العلماء: لو اطلع الناس على ما في قلوب بعضهم البعض ما تصافحوا إلا بالسيوف، ومن فضل الله أنه لم يجعل للذنوب رائحة، فاللهم أدم على قطر الأمن والأمان.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
08/01/2020
2308