+ A
A -
أفكارعديدة تلوح في الخاطر ترافقها مشاعر ملؤها التطلع إلى وصول مسارات التغيير الذي حدث في السودان نحو تحقيق ما يريده الشعب.
تحتاج الساحة السياسية بشكل أكيد إلى إفساح مجالات واسعة لحوارات تتسم بالشفافية.
التطلع الجماهيري تصحبه أيضا إرادة قوية في الشارع نحو الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة التي تعبر عن الجميع.
الوصول إلى هدف حشد أكبر توافق وطني خلف التغيير الراهن هو أكبر تحد يواجه السودان الآن.
يتطلب الموقف السياسي الراهن ان تسمو القوى السياسية باختلاف مدارسها عن الصغائر.
ان الحديث عن واقع راهن في السودان تتوازى معه من قبل العديد من كتاب الرأي إشارات تنحو إلى استخلاص عبر من بعض دروس الماضي.
ان الساحة السودانية جربت مرتين من قبل في عامي 1964 و1985 طعم الانتصار الشعبي الكبير بإسقاط نظامين ديكتاتوريين سابقين عبر ما يسميه نشطاء العمل السياسي «سلاح العصيان المدني».
.أتذكر أنه حين انتصر شارع «مارس - ابريل من عام 1985» ان احد الكتاب قال ان مراقبا أجنبيا كان يلتقيه في ايام الانتفاضة ويسأله في كل يوم قائلا: «ماذا حدث؟».. وقال الكاتب ان ما لفت نظره ان ذلك المراقب قال له ذات يوم ان الشارع سوف ينتصر حين يرفع السودانيون «أغصان شجر النيم».. مثلما حدث في اكتوبر من عام 1964.
ان الانتصار حدث مرتين وعاد للمرة الثالثة متألقا بكل معنى الكلمة.. بحيث انه يمكن وصف الثورة الراهنة «أكثر جمالا» من سابقتيها.
ان القراءات السياسية تتباين من مراقب إلى آخر في الظروف الراهنة.. لكن ما لا يمكن انكاره هو ان الشارع في السودان قد تقدم بثقة لتحقيق أهداف الجماهير بعد ان طالت المعاناة لـ«3» عقود كاملة.
ان أهم ما يجب الحفاظ عليه حاليا هو ان يصان التوافق الوطني العريض حول الأهداف الرئيسية للثورة.
من غير الحفاظ على التوافق الوطني العريض فإن الاخطار ربما تصبح مهددة لمكتسبات الشارع الثائر.. الشارع الذي يتسع وعيه لاستيعاب كل ميراث العمل النضالي وكل القيم التي تجسدت حينما انتصرت ثورتا اكتوبر 1964 وابريل 1985.
من مطلوبات المرحلة الراهنة ان يتم الاستفادة من مكتسبات لدى شعوب وأوطان ودول عديدة في عالم اليوم.. بحيث يمكن نقل العديد من تجارب التنمية التي يكون هدفها جميع الشعب.
إن الدروس كثيرة وهي متاحة بيسر أكثر من ذي قبل لكون عالم اليوم يتسم بترسخ «ثورة المعلومات».
ان الاحلام كبيرة وكثيرة وانه من الضروري التوجه نحو إدارة حوار شامل لا يستثني أحدا حول كيفية استيعاب الدروس السياسية الداخلية منذ أول يناير 1965 تاريخ رفع علم استقلال السودان حتى اليوم، وايضا كيفية استيعاب دروس الدول الأخرى وهي تختصر المسافات وتواكب العصر وفقا لرؤى علمية متقدمة.
إن الكتابة في التوقيت الراهن تحمل كل تطلعات الجماهير وهي تطمح إلى الوصول سريعا إلى جعل الواقع السياسي اليومي معبرا عن الجميع ومتاحا فيه للجميع فرص التعبير السلمي الحر.
إن النظر إلى الماضي سوف يكسب تجربة الحاضر المزيد من التألق.
ولابد من التوجه بنظرة علمية إلى التخطيط الاستراتيجي السليم.
ان الاجيال الجديدة كان لها فضل كبير في تفجير الثورة .
{ (يتبع)
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
26/12/2019
1097