+ A
A -
دعم هائل لوكالة الأونروا، قدمه المجتمع الدولي مؤخراً، حين صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثالث عشر من ديسمبر الجاري على تمديد مهام ولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) حتى عام 2023. وجاء التصويت الساحق لصالح تمديد الولاية بعد قرابة شهر من تصويت مماثل في اللجنة الخاصة بالسياسات وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) للجمعية العامة للأمم المتحدة. نتيجة التصويت تؤكد على ثقة المجتمع الدولي في مقدرة الوكالة على تقديم مهام ولايتها الحرجة بحماية وتقديم الخدمات الضرورية للملايين من لاجئي فلسطين تقوم على رعايتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة ولبنان والأردن وسوريا إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم.
ويُعد هذا التصويت تأكيداً على الدعم القوي الذي تقدمه الدول الأعضاء لوكالة الأونروا، وعلى الاستقرار الذي تجلبه عملياتها للملايين من الأشخاص من لاجئي فلسطين في أرجاء الشرق الأوسط، مثلما يُعد أيضاً تأكيداً على فعالية الوكالة في مواجهة دعم مالي آخذ بالتقلص، وذلك جزئيا بسبب قرار أكبر مانحي الوكالة بوقف التمويل في عام 2018. فالوكالة تقدم لمجتمع لاجئي فلسطين الخدمات المختلفة في حقول الصحة والتعليم والإقراض الصغير والبنية التحتية للمخيمات وتحسينها والحماية والإغاثة والخدمات الاجتماعية، حيث هنالك أكثر من نصف مليون فتاة وصبي يذهبون إلى مدارسها البالغ عددها 709 مدارس؛ فيما سجلت مراكزها الصحية البالغ عددها 22 مركزا صحيا في سائر أرجاء أقاليم عملياتها حوالي 8,5 مليون زيارة مرضية في عام 2018 لوحده.
وكالة الأونروا تأسست قبل نحو سبعين سنة، وهي تقدم الخدمات الضرورية للاجئي فلسطين، استناداً إلى الولاية الممنوحة لها من قبل الجمعية العامة والتي يتم تجديدها كل ثلاث سنوات إلى حين تنفيذ القرار 194 الخاص بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرض وطنهم التاريخي فلسطين.
وفي حقيقة الواقع على الأرض، إن وكالة الأونروا تواجه حصاراً اميركياً، غير مسبوق بهدف تفكيكها، باعتبارها الشاهد التاريخي، القانوني، والدولي على نكبة فلسطين، لذلك عملت ومازالت تعمل على تجفيف مواردها المالية، وقد اوقفت التزاماتها تجاهها، حيث باتت الوكالة تواجه في المرحلة الراهنة عجزاً مالياً متراكماً، وهي تسعى للتغلب على فجوة مالية تقارب 167 مليون دولار قبل نهاية العام الجاري 2019.
ومؤخراً تقدمت عدد من الدول المانحة مؤخراً بمد يد العون للوكالة، وكان منها دولة قطر التي قدمت قبل ايام نحو عشرين مليون دولار كمساهمة اضافية منها لعمل الوكالة بين لاجئي فلسطين في سوريا، الذين يعيشون ظروفاً قاسية وصعبة تحت وطأة المحنة السورية وتداعياتها، ودمار عدد من المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية، وعلى رأسها مخيم اليرموك، الذي يُعتبر أكبر مخيم للاجئي فلسطين في الشتات من حيث عدد السكان، ومن حيث دوره الكفاحي التاريخي في مسيرة الثورة والحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
20/12/2019
1735