+ A
A -
تعد قطر من الدول التي مكنت للمرأة ومنحتها الفرصة تلو الفرصة لتنمي قدراتها وتوسع مجال خبراتها من خلال التعليم والعمل، وإشراكها في القرارات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، فأصبحت سياسية ووزيرة ومديرة، وأستاذة جامعية، ولم يعد يوجد مجال في قطر الآن إلا وتبوأت المرأة القطرية فيه مكانة مرموقة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إيمان قيادتنا الحكيمة بدور المرأة في مسيرة التنمية وفي تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وتجربة قطر في التمكين للمرأة محل إعجاب من المجتمع الدولي، مع تزايد الدور الإنساني والتعليمي الفريد الذي تقوم به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي هي بحق ملهمة المرأة القطرية في التميز والتفرد والقيام بدور رائد في المجتمع.
ونتيجة لإيمان الدولة بقدرات المرأة القطرية برزت نماذج نسائية في المجتمع قدمت مبادرات جديرة بالاهتمام وجديرة أن تكون محل اهتمام الدولة، تمنحها الفرصة لأن تفيد مجتمعنا القطري بمبادراتها الخلاقة، وأذكر هنا السيدة بثينة الأنصاري، صاحبة المواهب المتنوعة والمبادرات المتعددة والطموح المفتوح بدون سقف، ومن مبادراتها اللافتة للانتباه العمل على نشر الكتاب المسموع من خلال تطبيق «صفحات» عبر هواتف «الأندرويد»، بالإضافة إلى المتجر الإلكتروني «أبل ستور» والذي أطلقته خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، وذلك لتشجيع القراءة، وتحويل الكتب المقروءة إلى أخرى مسموعة عبر هذا التطبيق، وتكمن أهمية هذه المبادرة في أنها تقدم خدمة جليلة لأولئك الذين فقدوا نعمة البصر.
لم تكف هذه المساحة الممنوحة للمقال لإعطاء بثينة الأنصاري حقها المعنوي، ولكن سأمر بإشارات عابرة على بعض من إنجازاتها فلها من الإصدارات كتاب «المرأة القطرية قبل وبعد النفط والغاز» وكتاب «بطلات من قطر» وكتاب «أقوى من الحصار» وهي صاحبة مشروع المرأة تقود التغيير عام 2012، ومشروع الجيوانة لتطوير المرأة في المناصب القيادية عام 2012، ومشروع 2018 Detox your life في إطار تحسين مستوى حياة الأشخاص والتخلص من العادات السلبية التي تعرقل النجاح، وهذا النشاط الدؤوب جعل لها قبولا لدى الناس، لذا يحرصون على حضور محاضراتها ويثنون على أفكارها ويهتمون بدورها، كسيدة أعمال ناجحة بكل ما تعنيه كلمة النجاح من معنى.
لم تكتف بهذا النشاط الهائل فحرصت على التميز الأكاديمي كذلك فحصلت على الدكتوراه من جامعة نوتنجهام البريطانية عن رسالتها تحت عنوان «التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات – تمكين المرأة القطرية القيادية»، والمعروف أن جامعة نوتنجهام إحدى الجامعات العريقة في المملكة المتحدة وسبق أن حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة قطر عام 2006، كما حصلت على شهادة ماجستير أيضا من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 2008 في التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية في القطاع الخاص.
نموذج نسائي مشرف تستحق أن تتبوأ مكانًا يليق بهذه الخبرات وهذا المستوى من التعليم، والطموح، فدولتنا الغالية تكافئ كل مجتهد عمل من أجلها وهي تستحق الأفضل من أبنائها.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
03/12/2019
4097