+ A
A -
جاءني من أحد الأصدقاء شريط فيديو لا تزيد مدته عن ست دقائق، وهو موجود على يوتيوب، وفيه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو يتباهى بإنجازات إسرائيل العلمية والتكنولوجية والاقتصادية، وجاءني مع الشريط تعليق لهذا الصديق، سأعرض أولاً أهم ما جاء في حديث نتانياهو، ثم أناقش الصديق في تعليقه
يضرب نتانياهو مثلاً على تقدم إسرائيل فيستعرض أهم عشر شركات في العالم عام 2006 ويقول إن منها شركة معلوماتية واحدة هي مايكروسوفت، وبعد عشر سنوات أي في عام 2016 كانت خمس من أهم شركات العالم شركات المعلوماتية وهي أبل، جوجل، أمازون، مايكروسوفت، وفيس بوك، وأن جميع هذه الشركات لها مراكز أبحاث في إسرائيل.
ويتباهى بالزراعة (وإسرائيل متقدمة في هذا المجال) وبأنهم أخضعوا الزراعة للتقنيات، وبأنهم يتحكمون بما يقدم لكل شجرة ونبتة من السماد والماء، وأن مزارعاً هندياً أبلغه بأنه ضاعف إنتاجه خمس مرات باستخدام التقنيات الإسرائيلية، ويتباهى بأنهم نجحوا في تدوير 90% من مياه الصرف الصحي، والدولة الثانية في العالم إسبانيا تدوّر 20% من هذه المياه، ويتباهى أكثر فيقول إن إسرائيل تقود العالم حرفياً بالأمن السيبراني، وهم 1% من سكان العالم، ولكنهم يتحكمون بـ 20% من الأمن السيبراني في العالم.
قال الصديق في تعليقه: يتحكم اليهود بالمال والإعلام، فهل نستغرب أن تكون إسرائيل ابنتهم المدللة يغدقون عليها استثماراتهم. ولماذا لم نشكل في الولايات المتحدة ودول الغرب «لوبيات» عربية لتغدق على العرب والفلسطينيين عطاياها؟ لقد أدركت الصهيونية منذ القرن التاسع عشر أهمية الصحافة والإعلام فسيطرت عليه، فماذا فعلنا؟ يقول الصديق: هاجر إلى إسرائيل كبار العلماء اليهود وساهموا في تطويرها، وماذا فعلنا؟ هجّرنا علماءنا، فلا نحن أنفقنا عليهم، ولم نهيّء لهم البيئة العلمية الحاضنة، وبالتالي تشرد علماؤنا في بقاع الأرض، حتى صاروا عشرات الآلاف، وهل تعلم يا صديقي أن 34% من الأطباء المهاجرين إلى بريطانيا هم من العرب؟ عندما انهار الاتحاد السوفياتي بحث مئات الآلاف من العلماء والفنيين عن الهجرة، وتلقفهم الغرب ولاسيما الولايات المتحدة وكندا واليابان، فلماذا لم نستقطب بعض هؤلاء ولدينا المال؟ وهبْ أننا فعلنا، ماذا سيفعلون وليس لدينا مراكز أبحاث ومعامل ومختبرات ليحققوا إنجازات؟
بقلم: نزار عابدين
copy short url   نسخ
02/12/2019
1877