+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1978م وُلد الأميركي «ستيف ماكنلد»، وستيف هذا لم يكن يعرفه أحد إلى أن نشر في مواقع التواصل صورة له مع جدته وهي في التابوت وهو سعيد بوفاتها لأنه سيرث منها تسعمائة ألف دولار!
ولكنه تفاجأ بعد مراسم الدفن أنها تبرّعت بكل ثروتها للجمعيات الخيرية، وتركتْ له رسالة تقول فيها:
كلبي الصغير ستيف،
لقد تركتُ لكَ عكاز جدك وطقم أسناني في خزانتي، أتمنى أن تهترئ قدماك وتسقط أسنانك لتستفيد منهم!
ملاحظة: احصل على العكاز وطقم الأسنان قبل أن يأتي المالكون الجُدد للمنزل، لقد بعته أيضاً!
في الحقيقة يتكرر كثيراً مشهد فرح الوارثين بموت أقاربهم، وهذا مشهد مُقرف برأيي، وقد كنتُ أعتقد أن هذا الصنف من الوارثين حقير وحده، ولكني بعد تأمُّل أعتقد الآن أن هؤلاء الأثرياء الهالكين لا يقِلُّون حقارة عن وارِثِيهم السُّعداء بموتهم!
حقارة الوارث السعيد ليستْ في إظهار سعادته بموت أقربائه وعجزه عن التمثيل بأنه حزين، على الأقل أمام الناس، وإنّما فكرة أن تسعدَ بموت إنسان من دمك ولحمك حتى في قرارة نفسك فهذا غاية في الحقارة!
حقارة الميت الموروث برأيي كامنة في فكرة أنه كان سيئاً في حياته، تخيّل مدى أن تعيش عمراً طويلاً لا تستطيع فيه أن تجعل لك مكاناً في قلب أقربائك لِيذرفوا عليك دمعة من القلب!
الإرث لا شيء فيه، يكفي أن الله سبحانه قد شرعه، وفصَّلَه في كتابه العزيز، وإذا قضى الله أمراً فلا نشُك قيد أُنملة أنه الحكمة والرحمة والعدل، ولكن هناك فرق شاسع بين أن يستلم الوارث إرثه وفي قلبه حرقة على من فقد من أقاربه وبين أن يحتفل، فرق شاسع بين أن يكون يوم موتك مأتماً حقيقياً أو عرساً!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
29/11/2019
2100