+ A
A -
أجود أنواع التعليم هو ذلك التعليم القائم على الممارسة والتجربة المباشرة، بهدف الخروج بنتائج ونظريات تكون معايير لأمور كثيرة في الحياة، من هنا كانت أهمية مهرجان أيام الدوحة للتعلم الذي نظمه مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم في السابع عشر من شهر نوفمبر الجاري.
هذا النوع من التعليم الذي تهتم به الأمم المتقدمة يأتي بمخرجات عظيمة عبارة عن عدة تجارب ناجحة، وثقافات واسعة، ومعارف متنوعة، ومهارات كثيرة يتم الاستفادة منها وتقديمها في مختلف مؤسسات المجتمع، وفي مختلف الأمم بطريقة مخططة ومنظمة، هدفها رفع مستوى الفهم والوعي لدي الطلاب في مختلف المراحل الدراسية المختلفة، بدءا من الابتدائية حتى الدكتوراه، مرورا بالإعدادية والثانوية والمرحلة الجامعية، ومرحلة الماجستير، وزيادة خبراتهم والتمكين لمهاراتهم والارتقاء بمستوياتهم بالشكل الذي يساعدهم فيما بعد على إحراز التفوق، ويعينهم على النجاح في تحقيق أهدافهم وتحويل احلامهم إلى واقع.
ولهذه الأهمية البالغة تفرض جامعات عديدة حول العالم شروطا أساسية للتخرج منها، وفي مقدمة هذه الشروط أن يقوم الطالب بإجراء العديد من التجارب العلمية والخروج بنتائج ومعلومات جديدة مبهرة تثري الحياة العلمية، أو قضاء فترة من الوقت في التدريب الميداني ضمن مجاله أو تخصصه، وتختلف هذه الفترة باختلاف التخصصات الجامعية، فمثلاً فترة التدريب الميداني التي يقضيها الطالب في كلية الطب أطول من غيرها، والهدف الأسمى من هذه الشروط هو تطبيق الدروس والمحاضرات النظرية التي يتلقاها الطالب على أرض الواقع أو بشكل عملي.
من أجمل ما كان في هذا المهرجان أن جعل موضوعه الأساسي الاحتفاء بتمكين المرأة، وهذا الاحتفاء جاء في المكان المناسب أو بالأحرى في المكان الأنسب، فدولتنا العزيزة من أوائل الدول التي مكَّنت للمرأة في كل المجالات دون استثناء، فليس في دولتنا قطاع حكر على الرجال دون النساء، فالمرأة القطرية أثبتت قدراتها وتفوقها في كل مجال اقتحمته، سواء كان سياسيا أو شرطيا أو تعليميا أو طبيا أو إعلاميا.. إلخ، بتشجيع من قيادتنا الحكيمة، وإلهام من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التي أطلقت مؤسسة «التعليم فوق الجميع» هذه المؤسسة التي انبثقت عنها مبادرات عظيمة لنشر التعليم ليعم الاستقرار والرخاء العالم.
لقد أكدت النماذج النسائية التي تحدثت في جلسات المهرجان أنهن رائدات في مجالات التغيير إلى الأفضل، وقدمن إرشادات عظيمة للطالبات تساعدهن على وضع أقدامهن على الطريق السليم إلى مستقبل زاهر ومشرق، لم يبخلن بما لديهن من خبرة ومعرفة، فكان الإخلاص شعارهن، والصدق سبيلهن للأخذ بيد الطالبات.
نتمنى المزيد من هذه المهرجات المفيدة التي تثري الحياة العلمية والثقافية وتعود بالخير والفائدة على الجميع بإذن الله.بقلم / آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
24/11/2019
2042