+ A
A -
مازالت العقبات تعترض تشكيل الحكومة الائتلافية «الإسرائيلية» حتى بعد تكليف الرئيس «الإسرائيلي» رؤوبين ريفلين رئيس حزب (أزرق/‏أبيض) بتشكيل الحكومة بعد فشل رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو بانجاز تلك المهمة. ومع أن التقديرات، تُرجح سير الجميع نحو حكومة «وحدة وطنية» أساسها الحزبان الكبيران: حزب الليكود + حزب (أزرق/‏ابيض)، ومعهما عدد من الأحزاب، وخاصة حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان، إلا أن الأمور عادت نحو الاستعصاء من جديد، نتيجة الاشتراطات التي وضعها الطرفان في الحزبين الكبيرين، فنتانياهو يُصرّ على وجود الأحزاب اليمينية التوراتية في أي ائتلافٍ حكومي، وهو ما يرفضه الحزب الثاني (أزرق/‏أبيض)، ومعه حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة اليميني العلماني أفيغدور ليبرمان، عدا عن مشكلة التناوب في رئاسة الحكومة، حيث يقترح حزب (أزرق/‏أبيض) قيادته للحكومة في أول سنتين، والليكود في السنتين التاليتين، وهو ما يرفضه حزب الليكود حتى الآن.
وعليه، فإن اللجوء لخيار العودة لصناديق الاقتراع للانتخابات التشريعية للمرة الثالثة، يبقى متوقعاً بحدودٍ معينة، بالرغم من التكلفة المالية، وتقطيع الوقت لصالح نتانياهو، ويبدو بأن نتانياهو بات يُفضِّل هذا الخيار، فقد أعلن زعيم حزب الليكود ورئيس «الحكومة الإسرائيلية»، بنيامين نتانياهو، أنه بصدد عقدِ لقاءات لرؤساء كتلة اليمين، التي تضم أحزاب اليمين والحريديين، لتدارس الواقع المستجد، وللتحريض باتجاه الدعوة لانتخابات تشريعية للمرة الثالثة، على خلفية فشل المفاوضات التي تمت مع حزب (أزرق/‏أبيض)، الذي يطالب بتفكيك كتلة اليمين، كما يُطالب بأن تكون المفاوضات مع حزب الليكود وحده وتشكيل حكومة بدون الحريديين، بينما يُصرّ حزب الليكود على أنه يُمثّل في هذه المفاوضات كتلة اليمين كلها، التي تضم 55 عضو كنيست، كما أن نتانياهو يرفض تولي رئاسة الحكومة في الفترة الثانية من التناوب، بينما يصرّ غانتس على توليها في الفترة الأولى كما سبق وأسلفنا القول اعلاه. حقيقة، وفي جانبٍ آخر من تكتيكات نتانياهو، فهو يشعر بأن الطوق الجنائي يشتد حول عنقه، وهذا سبب إضافي يدفعه نحو انتخابات تشريعية ثالثة، «فهو يريد الوصول إلى المحكمة كرئيس حكومة»، وتُشير التوقعات إلى أن «النيابة العامة الإسرائيلية» ستقدم لوائح اتهام ضد نتانياهو في شبهات فساد خطيرة، قد تشمل الرشوة، في شهرنوفمبر الحالي أوديسمبر 2019 وفي وضعٍ كهذا، ستجري محاكمته بهيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في المحكمة المركزية في القدس، بينما إذا وصل إلى المحكمة كشخص عادي، فإن المحاكمة ستجري في محكمة في تل أبيب وينظر فيها قاض واحد، مثلما حدث خلال محاكمة رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، «ونتانياهو سيبذل كل ما وسعه من أجل ألا يصل إلى المحكمة في تل أبيب»، ولهذا السبب، وكما يجمع عدد من المراقبين والمتابعين «الإسرائيليين» ليس مفاجئاً أن يصبح احتمال تشكيل حكومة وحدة آخذا بالابتعاد. في هذا السياق، يعمل الجنرال بيني غانتس رئيس حزب (أزرق/‏أبيض)، حزب (كاحول/‏لافان) على محاولة نيل موافقة الكتلة العربية (القائمة المشتركة) التي تضم (13) نائباً، بمنح حكومته التي يعمل على تشكيلها الثقة في الكنيست، دون أن تكون مشاركة في الائتلاف، لأن القائمة المشتركة ترفض المشاركة أساساً بأي ائتلافٍ حكومي مع الحزبين الكبيرين اياهما، وبالفعل تم عقد لقاء موسع بين الجنرال غانتس ورئيس القائمة العربية ايمن عودة ومعه من القائمة المشتركة الدكتور أحمد الطيبي، على أن يتم مقابل ذلك تمرير عددٍ من القضايا التي تهم الجمهور العربي في الأرض المحتلة عام 1948.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
07/11/2019
1894