+ A
A -
هذه بعض النقاط التلقائية عبر خواطر سجلتها تتناول حراك الواقع السياسي الراهن في السودان.. نقاط ترتبط ببعض ما شهده جيلنا في عام 1985 من انتصار لإرادة الجماهير.
أتذكر خصوصا أننا في العمل الصحفي خلال مرحلة انتصار انتفاضة عام 1985 وجدنا أنفسنا نهتم بالبحث عن دروس ثورة أكتوبر من عام 1964. في عملنا الصحفي ونحن مجموعة من شباب الصحفيين (عام 1988) اخترنا ان نصدر عددا كاملا - من صفحته الأولى إلى صفحته الاخيرة -عن ثورة أكتوبر. كان ذلك في صحيفة اختار لها رئيس تحريرها الأستاذ عوض أحمد خليفة اسم صحيفة (أخبار الصباح).
ممن أذكر مشاركتهم في تلك التجربة الصحفية التي لها ظلال مرتبطة بواقع السياسة في مراحلها المتعاقبة بالسودان: الصحفيون حسن مختار ومحمد الخليفة طه الريفي وعبدالواحد كمبال وسامي سالم وأسامة أحمد موسى (عليهم الرحمة)، والزملاء الاستاذ فتح الرحمن النحاس، وابراهيم العجب وزكريا حامد وعثمان كباشي ومنتصر عبدالماجد، وعبدالله الشيخ والعادلين.. عادل أبوحراز وعادل بشرى واحمد القرشي و...، والزميلات مريم محمد عثمان ووفاء تميم وهويدا عوض الله وهويدا سليم.
لقد ذكرت هؤلاء الزملاء، متمنيا ألا أكون قد نسيت زملاء آخرين شاركوا في تلك التجربة الصحفية. كما كان هنالك في القسم الفني الأستاذان عمر درمة وزين العابدين.
صدر العدد الأول لتلك الصحيفة يحمل عنوانا اختاره ربان السفينة، رئيس تحرير تلك الصحيفة، الاستاذ عوض احمد خليفة، العنوان كان هو «أكتوبر الحزين». كانت ثورة أكتوبر قد تعرضت كما معروف لقطع الطريق على حراكها السياسي حينما تم إجهاض التجربة الديمقراطية عبر انقلاب مايو من عام 1969. لذلك يتذكر الشارع السوداني تجربة أكتوبر بالحزن على ما تعرضت له من «قطع للطريق». وهنالك نشيد يشير إلى هاتين الكلمتين تحديدا «أكتوبر الحزين» وهو نشيد كتبه الشاعر علي عبدالقيوم وتغنى به محمد وردي، وفي النشيد جاءت هذه الكلمات:- «أكتوبر الحزين.. يا طفلنا الذي جرحه العدا.. هانحن نصطفيك موعدا ومولدا).. أتاح لنا إصدار العدد الأول عن «أكتوبر الثورة» أن نذهب إلى دار الوثائق القومية مرات كثيرة، مستفيدين من عمل زميلنا «كباشي» بالدار لنجمع عبر صحف عام 1964 وقائع انتصار ثورة أكتوبر. جمعنا معطيات سياسية وجمعنا العديد من معطيات الإبداع الأدبي خصوصا الشعري الذي رافق ثورة أكتوبر الشعبية. وقمنا كذلك بتجهيز الصور التاريخية التي تخلد ذكريات أكتوبر من عام 1964 والتي وفرتها لنا مكتبة التصوير الفوتوغرافي بوزارة الثقافة والإعلام. من المعروف أن أكتوبر قد غنى لها شعراء وفنانون كثر، مقدمين أعمالا إبداعية مهمة لا تزال خالدة في ذاكرة الإبداع السوداني لكونها من أهم إنجازات الحركة السياسية الوطنية في وقت وجيز عقب الاستقلال، لأن توقيتها كان بعد مرور «10» أعوام على استقلال السودان. من بين «قصائد أكتوبر» أختار أبياتا للشاعر الراحل، الشاعر الديبلوماسي عبدالمجيد حاج الأمين يقول فيها: «هبت الخرطوم.. في جنح الدجى.. ضمدت بالعزم هاتيك الجراح.. وقفت للفجر حتى طلعا.. مشرق الجبهة مخضوب الجناح».
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
20/10/2019
1701