+ A
A -
أما الحزب الثاني في الخريطة السياسية في «إسرائيل»، وهو حزب (أزرق/‏‏ أبيض) أو (كاحول/‏‏ لافان)، فعناصر قوته أنه يُمثّل الحزب الأكبر في معسكر الوسط، ويمين ويسار الوسط، وبعض تلاوين اليسار الصهيوني، أما عناصر ضعفه فتتمثّل في اتفاق التبادلية على منصب رئاسة الحكومة بين زعيمه الجنرال (بيني غانتس) ونائبه (تومي لبيد)، تلك التبادلية التي تضعف قوة القرار في الحزب، كما أن التوقعات تُشير إلى أن رئيس الحزب (بيني غانتس) لن يتمكّن من تشكيل حكومة قادمة، وذلك بسبب المقاطعة التي تفرضها أحزاب الحريديم (الدينية المتزمتة) على نائب رئيس الحزب العلماني (تومي لبيد). أما القوة الثالثة في الخريطة السياسية «الإسرائيلية» على أبواب الانتخابات التشريعية الـ 22، فهي تحالف حزب اليمين الجديد بزعامة (ايليت شكيد)، وهو تحالف يُرجَّح له أن يتجاوز نسبة الحسم، ويُعتبر مُقرباً من حزب الليكود ونتانياهو، لكن عناصر ضعفه أن تحالفه مع حزب الاتحاد القومي لليهود الغربيين الإشكناز (حزب المفدال)، قد يُشكّل عقبة أمام تصويت الجمهور اليميني العلماني للتحالف. فيما تبقى باقي قوى اليمين التوراتي (الحريديم المتزمتة) لوحدها على هامش حزب الليكود، كحزب القوة اليهودية (حزب أنصار الحاخام المقتول مائير كاهانا)، واحزاب الحريديم الأخرى كحزب يهودوت هتوراه... وهي أحزاب لديها جمهور وناخبون، وعلى الأغلب ستنضم تلقائياً لتحالف ائتلافي مع حزب الليكود ونتانياهو.
أما القوة الرابعة، فهي حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة المتطرف (العلماني..!) اليهودي المولدافي الأصل، والذي ينتمي لـ «قوى اليمين القومي العلماني» أفيغدور ليبرمان، الذي يعارض تحويل «إسرائيل» لدولة دينية، ويرى أن مسألة الدين والدولة هي القضية الجوهرية في حملته الانتخابية، ويواجه نتانياهو في حربه المستعرة معه للحصول على الأصوات الروسية. وبالتالي يرفض ليبرمان الانضمام لأي حكومة قادمة بزعامة نتانياهو، بسببٍ من ارتباط حزب الليكود بأحزاب الحريديم (الدينية المتزمتة)، وغالباً فإن كتلة هذا الحزب مؤثرة جداً في تحديد هوية رئيس الحكومة القادم، حيث سبق وأن حصلت في الانتخابات الماضية على (11) مقعدا في الكنيست، وقد أدى رفضها للجلوس في حكومة ائتلافية مع نتانياهو إلى اعادة الانتخابات من جديد. أما القوة الخامسة، فهي تحالف أحزاب ما يُسمى بـ «اليسار الصهيوني»: حزب العمل (الماباي) + حزب غيشر (الجسر) + حزب ميرتس + حزب التيار الديمقراطي الجديد (حزب ايهود باراك)، وهي أحزاب لن تستطيع تشكيل أي ائتلاف لوحدها، وما عليها سوى التشارك مع (كاحول/‏‏ لافان) لتشكيل حكومة ائتلافية في مواجهة الليكود ونتانياهو بعد الانتخابات، وإلا فإنها ستبقى في صف المعارضة اللفظية لحزب الليكود ونتانياهو. أما القوة الاستثنائية في كل ذلك، فهي القائمة العربية المشتركة، التي تعاني من تدني نسبة التصويت في الوسط العربي، حيث تقع حظوظها عند حدود نجاح (12 إلى 13) نائبا عربيا، وبالتالي تستطيع أن تُرجّح أي ائتلاف، لكن الأغلب أنها لن تكون في أي إطارٍ ائتلافي على ضوء التركيبة السياسية الحالية للخريطة الحزبية في «إسرائيل». ولو قيض للجماهير العربية في الداخل المحتل عام 1948 أن تقتنع بجدوى المشاركة العربية بالتصويت في الانتخابات التشريعية للكنيست، لكان من المتوقع صعود نحو عشرين نائباً عربياً على الأقل.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
25/08/2019
2061