+ A
A -
تتصارع في الانتخابات التشريعية «الإسرائيلية» التي بقي أمامها أقل من شهرٍ واحد، تشكيلات سياسية واسعة، من الأحزاب والقوى والقوائم الانتخابية، وفي تحالفات وتكتيكات انتخابية. والتي يُمكن ترتيب أهمها، وإيراد عناصر القوة فيها، وعناصر ضعفها من جهةٍ ثانية، والتي يتصدرها حزب الليكود، وعناصر قوته أنه الحزب الأكبر في تشكيلات قوى اليمين من حيث حضوره وسطوته في المجتمع «الإسرائيلي»، وهو الحزب الحاكم الذي يقف أمام مرشحين جُدد للكنيست من كل القوى والأحزاب، والذين ليست لديهم الخبرة السياسية، فيما يمتلك نتانياهو وأقطاب الليكود خبرة على المستوى الداخلي والخارجي. أما عناصر ضعفه فتتمثل بفشل نتانياهو في تشكيل حكومة بعد اعلان نتائج الانتخابات الماضية، وهو ما أدّى لتصدع صورته في المجتمع «الإسرائيلي»، فضلاً عن الفضائح التي تلاحقه وتلاحق زوجته كتلقيه الهدايا والرشاوى ودخوله في الصفقات المالية المشبوهة. فلم يَعُد يظهر بمثابة الشخص القادر على كل شيئ من الزاوية السياسية في «إسرائيل».
أما الحزب الثاني في الخريطة السياسية الراهنة في «إسرائيل»، والمقصود به، حزب (أزرق/‏‏أبيض) أو (كاحول/‏‏لافان)، فعناصر قوته أنه يُمثّل الحزب الأكبر في معسكر الوسط، ويمين ويسار الوسط، وبعض تلاوين اليسار الصهيوني، وهو الحزب الوحيد الذي يُنظر إليه كبديل مُحتمل لنظام حكم نتانياهو وحزب الليكود. أما عناصر ضعفه فتتمثّل باتفاق التبادلية على منصب رئاسة الحكومة بين زعيمة الجنرال (بيني غانتس) ونائبه (تومي لبيد)، تلك التبادلية التي تضعف قوة القرار في الحزب، وقد تُسبب إشكالية كبيرة في عمل الحزب، كما أن التوقعات تُشير إلى أن رئيس الحزب (بيني غانتس) لن يتمكّن من تشكيل حكومة قادمة، وذلك بسبب المقاطعة التي تفرضها أحزاب الحريديم (الدينية المتزمتة) على نائب رئيس الحزب العلماني (تومي لبيد).
أما القوة الثالثة في الخريطة السياسية «الإسرائيلية» على أبواب الانتخابات التشريعية الـــ 22، فهي تحالف حزب اليمين الجديد، بزعامة (ايليت شكيد)، وهو تحالف يُرجَّح له أن يتجاوز نسبة الحسم، ويُعتبر مُقرباً من حزب الليكود ونتنياهو. لكن عناصر ضعفه أن تحالفه مع حزب الاتحاد القومي لليهود الغربيين الإشكناز (حزب المفدال)، قد يُشكّل عقبة أمام تصويت الجمهور اليميني العلماني للتحالف. فيما تبقى باقي قوى اليمين التوراتي (الحريديم المتزمتة) لوحدها على هامش حزب الليكود، كحزب القوة اليهودية (حزب أنصار الحخام المقتول مائير كاهانا)، وأحزاب الحريديم الأخرى كحزب يهودوت هتوراه... وهي أحزاب لديها جمهور وناخبين، وعلى الأغلب ستنضم تلقائياً لتحالف ائتلافي مع حزب الليكود ونتانياهو.
أما القوة الرابعة، فهو حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة المتطرف (العلماني..!) اليهودي المولدافي الأصل، والذي ينتمي لــ «قوى اليمين القومي العلماني» أفيغدور ليبرمان، الذي يعارض تحويل «إسرائيل» لدولة دينية، ويرى بأن مسألة الدين والدولة هي القضية الجوهرية في حملته الانتخابية، ويواجه نتانياهو في حربه المستعرة معه للحصول على الأصوات الروسية التي يراهن عليها ليبرمان.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
24/08/2019
1984