+ A
A -
عملت اسرائيل مادياً وعلى أرض الواقع على إنشاء ثلاثة أحزمة استيطانية استعمارية تهويدية: الحزام الأول يحاصر البلدة القديمة وضواحيها .والحزام الثاني يحاصر الأحياء العربية خارج السور في المناطق الواقعة داخل حدود أمانة بلدية القدس في عهد ماقبل احتلالها الكامل ومن ثلاث جهات، بمستعمرات تتحد على شكل أقواس لتعزل المدينة عن الكثافة السكانية العربية، في الشمال والجنوب، ويزيد عدد المستوطنات الواقعة ضمن هذا الحزام عن إحدى عشرة مستعمرة. والحزام الثالث يهدف لحصار مدينة القدس الكبرى وفق المشاريع «الإسرائيلية» المقترحة تماماً، أي عزلها عن الضفة الغربية، وهذا يعني إضفاء الصبغة اليهودية عليها، مع وجود القرى العربية والقدس الشرقية داخل حدودها الإدارية، وليصبح المواطنون المقدسيين «أقلية قومية» وسط أغلبية يهودية.وعليه، عملت دولة الاحتلال على ثلاثة محاور لإنشاء وإقامة تلك الأحزمة الاستعمارية التهويدية حول المدينة. المحور الأول إنشاء حلقة المستعمرات الاستيطانية الخارجية التي تحيط بمدينة القدس لمحاصرتها وعزلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، وتضم نحو عشرين مستعمرة تُشكّل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية البالغة نحو 6000 كيلومتر مربع، وتعتبر جزءاً مما يُسمى «بالقدس الكبرى» وفق مصطلحات الاحتلال، ومن هذه المستعمرات: معاليه أدوميم شرقاً، وراموت غرباً، وجبعات زئيف شمالاً، وجيلو جنوبا.
والمحور الثاني هو إنشاء الحلقة الداخلية من المستعمرات التي تهدف لتمزيق وعزل التجمعات الفلسطينية داخل مدينة القدس الشرقية وضرب أي تواصل معماري أو سكاني بها. بحيث تصبح مجموعة من الأحياء الصغيرة المنعزلة بعضها عن بعض، فيسهل التحكم بها والسيطرة عليها، وقد أقيمت المستعمرات على أرض بيت حنينا، والنبي صموئيل، وشعفا، والشيخ جراح، وبيت صفافا، ووادي الجوز، وصور باهر، وسلوان، وأم طوبى، ومن هذه المستعمرات: ماونت سكوبيس، ورامات اشكول، وشرق تلبيوت، وعطروت والتلة الفرنسية.
والمحور الثالث، وهو المحور الخطير الآن، الذي يغزو المدينة من داخلها، وهو الاستيطان داخل البلدة القديمة
وخلق تجمع استيطاني يهودي يحيط بالحرم القدسي الشريف، وخلق تواصل واتصال ما بين هذا التجمع الاستيطاني وبلدات الطور وسلوان ورأس العامود ومنطقة الجامعة العبرية ومستشفى هداسا وذلك من خلال ربط الحي اليهودي وساحة المبكى وباب السلسلة وعقبة الخالدية وطريق الواد وطريق الهوسبيس مع تلك المناطق.
وعليه، القدس تتعرض الآن، لهجمة استعمارية استيطانية تهويدية غير مسبوقة، وتتصدر البرامج الانتخابية لمختلف الأحزاب «الإسرائيلية» في مسار الانتخابات التي باتت على الأبواب. لذلك نرى هذا التصعيد يومياً على أبواب الأقصى، ونرى بالمقابل التصدي الشعبي الفلسطيني، وآخره ما وقع صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك وصلاة العيد في الأقصى، حين تدفق عشرات الآلاف للصلاة في الأقصى في معركة التحدي مع الاحتلال، ودفاعاً عن عروبة وإسلامية المدينة.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
18/08/2019
1942