+ A
A -
عساكم من عواده، ها نحن نحتفل هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على وطننا الغالي بالخير واليمن والبركات، ويحتفل به أيضا جموع المسلمين في كل بقاع الأرض، والاحتفال به شعيرة دينية ذات فوائد اجتماعية عظيمة، ولكن يحدث أن تستجد ظروف في مناطق كثيرة حول العالم تحول بين فرحة العيد وبين قلوب الكبار والصغار، ولا أريد أن أسرد نماذج وحالات من هذا القبيل، فالجميع يعرفونها جيدا.
وبدلاً من ذلك، سوف أدعو إلى الفرح والسعادة والسرور وهما من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، فهو من المنح الربانية التي لها أهمية عظيمة في حياة البشر، إذ أنّ له آثاره الإيجابية على الحالات النفسيّة من خلال منحها الكثير من الطاقات الإيجابية التي تعيد التوازن للأفراد وأيضا إلى المجتمعات على السواء.
أدعو الجميع إلى إعطاء العيد مكانته وقدسيته، والتمكين لبهجته وفرحته في قلوب أفراد الأسرة صغيرا وكبيرا، على ألا تخلو الفرحة من أداء الطاعات والعبادات التي من أهم مظاهرها صلة الأرحام والتصدق على الفقراء والمحتاجين، والتواصل مع اليتامى والمساكين الذين أوصانا بهم القرآن الكريم، وتبادل التهاني والتبريكات.
من إيجابيات هذه المظاهر الاجتماعية والدينية في نفس الوقت تجديد الهمّة والنشاط للأفراد، وتحقيق الطمأنينة لدى الجماعات والترابط داخل المجتمعات، عبر تحقيق بعض مظاهر التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وجمع شمل الأقارب والأحباب ونشر السعادة والراحة النفسيَّة.
أكرر الدعوة؛ أفرحوا بالعيد وتواصلوا وتزاوروا فالحاجة إلى الاتصال والتواصل مع الآخرين أساسية وفطرية، كالحاجة إلى الطعام والشراب. وكما يؤكد علماء النفس والاجتماع، فإن إغلاق منافذ الاتصال مع الآخرين يؤدي بالفرد إلى معاناة نفسية بل وبدنية قاسية، يفقد معها غالبا مناعته النفسية والعقلية، مما يقوده إلى الانطوائية.
نسأل الله أن يجعل أيام قطر كلها أعيادا، ومرة أخرى عساكم من عواده.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
12/08/2019
2572