+ A
A -
من الواضح أن رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان، بات شخصاً غير مرغوبٍ به بالنسبة لنتانياهو وعموم حزب الليكود في تحالفٍ إئتلافي قادم، بالرغم من احتسابه على اصطفاف قوى اليمين واليمين المتطرف، وإن تلحّف برداءٍ علماني.
ليبرمان يُدرك هذا الأمر، لذلك نراه الآن يشتق تكتيك جديد، فيطرح وبقوة مسألة امكانية قيام حكومة وحدة وطنية مهما كانت النتائج التي ستتمخض عنها الإنتخابات البرلمانية القادمة، والتي باتت على الأبواب، حكومة وحدة وطنية ليبرالية واسعة النطاق تضم أحزاب: «إسرائيل بيتنا، الليكود، وأزرق/‏أبيض...». لكنه بالمقابل يطالب الآن حزب الليكود بتقديم مرشح بديل لمنصب رئيس الوزراء في حال رفض بنيامين نتانياهو تشكيل حكومة وحدة مع المعارضة ورأسها (كاحول/‏لافان) (أزرق/‏أبيض). فنتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة وفق تقديرات ليبرمان، لذلك لابد من طرح مُرشح بديل من قبل حزب الليكود، حيث لا إمكانية هناك لجولة أخرى من الانتخابات. إنطلاقاً من أن الكتلة اليمينية غير قادرة على الحصول على الأغلبية اللازمة لتكون بمثابة قاعدة ائتلافية لحكومة أخرى برئاسة بنيامين نتانياهو. ووفقًا لاستطلاع «يسرائيل هيوم»، الذي أجراه معهد «مأجار موحوت»، بقيادة البروفيسور يتسحاق كاتس، لو أجريت الانتخابات اليوم، فإن الليكود سيكون أكبر حزب، لكن الكتلة اليمينية ستضم 55 عضوًا فقط، بدون حزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا». بالمقابل أعلن عضو الكنيست ديفيد بيتان (ليكود)، أن جميع المرشحين في قائمة الليكود للكنيست، وقعوا على تصريح بأنهم لا يعتزمون استبدال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وأنهم متحدون خلفه. وانطلقت المبادرة لهذا التصريح، أمس الأول، بعد تصريح رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، بأنه سيطلب من الليكود تقديم مرشح بديل لمنصب رئيس الوزراء إذا رفض نتانياهو تشكيل حكومة وحدة مع حزب (أزرق/‏أبيض).
إذاً، لعبة أفيغدور ليبرمان التكتيكية في مواجهة نتانياهو، تقوم على الدفع باتجاه ترشيح شخص أخر من الليكود لقيادة الإئتلاف القادم، تحت عنوان حكومة وحدة وطنية موسعة، ويقترح لهذا الموقع رئيس الكنيست من حزب الليكود (يولي إدلشتاين)، الذي يُمكن أن يكون مرشحاً مقبولاً من قبل الجميع وفق ليبرمان.
إن المعركة بين نتانياهو وليبرمان، معركة كسر عظم، معركة من يحرق الآخر سياسياً، وينهي دوره في الخريطة السياسية «الإسرائيلية». وقد انتقلت تلك المعركة إلى واجهة الإعلام، فقد هاجم ليبرمان نتانياهو شخصيًا، قائلاً: «قلبي معه، أنا أشفق عليه لأنه يجب أن يكذب طوال الوقت بأنني يساري. ربما يحدث هذا بسبب الضغوط والوقت والتوتر... من صوت لصالح فك الارتباط، من الذي يدفع رشوة لحماس، من الذي اعتذر لأردوغان». وأضاف قوله «ان نتانياهو يخاف لأن وضعه يائس». ورد حزب الليكود على ليبرمان بالقول: «لقد سقطت جميع الأقنعة. ليبرمان يعترف بأنه يعمل على الإطاحة بنتنياهو، وهذا هو سبب قيامه بتفكيك الحكومة اليمينية وجر الدولة لإجراء انتخابات جديدة». أما رئيس حزب (أزرق/‏أبيض) (كاحول/‏لافان) الجنرال بيني غانتس فقد ابدى رغبته في حكومة وحدة وطنية، لكنه عاد إلى الصحفيين وأدلى ببيان قال فيه: «ربما لم أسمع السؤال جيداً، لقد جئت لأحل محل نتانياهو لا لأجلس معه»، وادعى أنه لم يسمع السؤال جيداً، وأشار إلى أن «أذنه اليمنى خانته كونها الأذن القريبة من الكتف الذي يستخدمه لدى إطلاق النار من بندقية إم 16».
إلى ذلك، وعلى صلة بالموضوع المتعلق بتكتيك ليبرمان والدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية، فقد أفادت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في «إسرائيل»، أن 59% من الجمهور يعارضون حكومة وحدة، مقابل 29% يؤيدونها و12% قالوا إنهم لا يعرفون. وبالطبع فإن هذه النسبة غير مستقرة، وقد تتأثر بالمجريات السياسية وتطوراتها حتى اللحظة الأخيرة من موعد التوجه إلى صندوق الاقتراع.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
07/08/2019
2545