+ A
A -
هنالك من يقضي سنوات طويلة يخدم وطنه بإخلاص، ثم تأتي ظروف يتراجع فيها التقدير من قبل بعض الأطراف لأهل العطاء النبيل المخلص، فيعمد البعض إلى الإخلال بالقيم والتنصل من أسمى ما يأمر به شرع الله وما تحمله تعاليم الدين الحنيف من توجيهات، وما يزخر به الواقع الاجتماعي من مفاهيم، وما يقره العرف الاجتماعي من معادلات تحفظ فيها أقدار الناس وتحرم فيها الانتهاكات للدم والمال والعرض.. إنها غيوم الأزمنة التي يغيب فيها بدر الحقيقة، فيرسم البعض أكاذيب من كل لون وشكل، والهدف هو تسويق بعض أوهام الحلول السياسية التي ليست بحلول ناجعة -في حقيقة الأمر- لأنها لا تعتمد على المنطق، ولا يعمل فيها أصحابها النظر برؤية عاقلة تعلي من قدر الوطن وأهله، وتحرم المساس بحريات الناس أو مصادرة إحلام الأجيال في حياة كريمة وتطلعات متجددة لحياة عناوينها التقدم والنهضة .حين تأتي تلك الأزمنة يحاول البعض الكيد لكل من يحمل رؤية سياسية مستقلة منحازة لما يأمر به الحق عز وجل، وما يريده الشعب وما يحقق مصالح الوطن ، فيزج بشخصيات قدمت الكثير لوطنها في السجن. هذا الواقع يحدث حاليا في السودان بسبب ضبابية المرحلة، تلك الضبابية التي نبصر في ثناياها أن هنالك أخطاء عديدة يحتاج تصحيحها إلى إعطاء الفرص لأهل العلم والتخصص كل في مجاله، ليصلحوا من الأحوال ، وليكتبوا صفحات جديدة لنهضة الوطن على أسس من التخطيط الاستراتيجي . إن الواقع الراهن في السودان بعد أشهر من انتصار الثورة التي أسدلت الستار على «مرحلة البشير »، هو واقع سياسي تظهر فيه بعض الاخفاقات. ان هنالك اعتقالات حدثت في لسودان، ولا بد هنا أن ندعو إلى الاحتكام إلى أسس العدالة، فحين يتم اعتقال أية شخصية من الشخصيات تحت أية ذريعة -خاصة ذرائع تقاير الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات- لا بد من أن يتمتع أي شخص معتقل بالعدالة في أقصى حدودها الممكنة، وأن يتمتع من يعتقل بالحقوق التي أقرتها الأديان السماوية والقوانين والمعايير الحقوقية الحاضرة في عالم اليوم.
وفي هذه المساحة، أود التعبير عن الاستنكار لما تعرض له قائد الجيش السوداني الأسبق «الفريق أول ركن عماد عدوي»، من ظلم،فقد اعتقل قبل أيام دون أن يكون ارتكب ما يستوجب تقييد حريته!
{ ( يتبع)
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
04/08/2019
1270