+ A
A -
كبشر لا يسعفنا إدراكنا المحدود معرفة المستقبل لكننا قد نستشرفه، قد نحُسه، ونتوقعه مما نملك من معطيات، وخبرات وفهم لسنن الحياة، والتاريخ.
في رمضان مضى... منذ سنوات مازلت أذكر ذلك الشعور بالانقباض، والأسى والخوف على مصير الثورة المصرية بعد خلع الرئيس المنتخب الذي أفرزته صناديق أول انتخابات صحيحة لم يعرفها المصريون منذ عهود طويلة، والخوف على مصير المعتصمين في رابعة ممن وقفوا ضد خلع الرئيس محمد مرسي.
كان خوفا أبعد من مجرد الاعتراض على خلع الرئيس إلى الخوف على هدر تضحيات هذه الثورة الرائعة، والعودة إلى مربع الاستبداد الذي قامت ضده الثورة.
خاصة بعد ذلك الانقسام الكبير بين مكونات الشعب المصري كثير العدد متعدد الثقافات، والطبقات، والحاجات، والوعي كذلك.
انقساما كنا نجده في كل مكان، وفي كل شيء حتى اصبح الشعب شعبين، وتراكمت بينهم جبال من الغضب والرفض الذي يستحل حتى الدماء، فكانت مذبحة رابعة بكل ما حملته من قسوة.
وكان ان رسمت في مصر على مدى هذه السنوات لوحة بشرية من الاختلاف هائلة استنفذت كل الألوان، والخطوط جمعت ملامح الخير، والشرور، الأمنيات والكوابيس، الرغبة في العدل، والشروع في الظلم، البؤس والفقر في اقبح صورة، والغنى الفاحش المترف بلا حدود. ومازال في اللوحة بقية لم تكتمل. ومضادات، ومرادفات. لذلك ربما لا تجد اجابة واضحة واحدة محددة لمن زاروا مصر من غير اهلها هناك من يقول هي الآن افضل، واجمل، وهناك من ينقل صورة عنها ملؤها الأسى، والصدمة. وهذا ما وجدته في هاشتاق «شايف -مصر –ازاي» 80 في المائة من المشاركين تقريبا رسموا بكلماتهم صورة حزينة ملؤها الكآبة، والحسرة، واليأس عن مصر بعد سنوات من هذه الأحداث، وكأنها أصبحت سجناً بحجم الملايين. أما البقية فقد كتبوا ما هو اقرب إلى الشعارات من الحقائق عن أم الدنيا ونعيمها المقيم.
وهناك الكثير الذي يقال عن مصر اليوم وما يبرر ذلك الخوف والانقباض منذ سنوات مضت، والحزن على مستقبل كئيب كان يلوح من بعيد. ذلك المستقبل الذي قام على جماجم معارضيه، ودمائهم. وأي مستقبل يبنى بين القبور؟!!!!.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
21/06/2016
1768