+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 714م، تُوفي الحجاج بن يوسف الثقفي أحد أغرب الشخصيات في التاريخ! كان كتلة من المُتناقضات وهذا ما يبدو جَلِيَّاً في سيرته!
ثمّة قصص عنه تجعلك تقول يا له من سفّاح، وقد كان كذلك فعلاً، فقد سفكَ دماً كثيراً! وله قصص وحوادث تجعلك تقول يا له من رجل نبيل!
ولأنّ أمر الناس إلى الله، ولأنها «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يفعلون» هذه قصة من قصص نُبله!
جاء رجل إلى الحجاج وقال له: إنّ أخي خرج مع ابن الأشعث، فضُرِبَ على اسمي في الديوان، ومُنعت من العطاء، وهُدمت داري، فما ذنبي أنا بما فعله أخي؟
فقال له الحجاج، أما سمعتَ قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وقد
تعدي الصحاح مبارك الجربِ
ولرُبَّ مأخوذ بذنب قريبه
ونجا المقارفُ صاحب الذنبِ!
فقال له الرجل: يا أيها الأمير إني سمعتُ قولاً خيراً من هذا!
فقال له الحجاج: وما هو؟
فقال: قول الله تعالى: «قالوا يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين، قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده»!
فنادى الحجاج قائلاً: يا غلام: أَعِدْ اسم هذا في الديوان، وابنِ داره، وأعطه عطاءه الذي له، ومُرْ منادياً يُنادي في الطرقات أن صدقَ الله وكذبَ الشاعر!
وكي لا تُحسب القصة دفاعاً عن الحجاج فهذه أخرى في سياق آخر:
أرادَ الحجاج أن يُولي أحدهم القضاء، ولكنه ماتَ قبل أن يفعل، فولاه من بعده، فلما جاء عمر بن عبد العزيز عزله مع من عزل من فريق الحجاج، فقال له الرجل: ولكنه لم يولني!
فقال له عمر: كفى أنه قد رضي عنك.
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
31/07/2019
1916