+ A
A -
تعتبر الأسواق وخاصة المركزية منها معالم تجارية وواجهات حضارية في كل البلدان، توليها نفس أهمية المزارات السياحية والمراكز الثقافية، وترى أنها يجب أن تحظى دائما بالعناية والرعاية من قبل الجهات المسؤولة في الدولة، وسوق الدوحة المركزي بالنسبة لقطر معلم ذو أهمية بالغة في تنشيط بيع وشراء المنتج الوطني من المزارع القطرية، يزوره كل يوم عشرات الألوف من المواطنين والمقيمين، الناس تفضله على غيره كونه الأقرب إلى كل مناطق الدوحة وقد تعودوا عليه منذ وقت طويل، كما يدخله كل يوم عشرات الأطنان من المنتجات الغذائية المحلية كالخضراوات والفواكه واللحوم بأنواعها وارد المزارع القطرية، ولكن الخدمات والمرافق به ليست بالمستوى الذي نطمح إليه ويرضى عنه الجميع، فالسوق موجود في مكان مهم بالعاصمة منذ عشرات السنين، أي منذ وقت طويل، وهذا الوقت كان كافيا بأن يجعل منه سوقا متكاملا بكل ما يخطر على البال من مرافق، وأقل ما يجب أن يتميز به السوق أن يكون مكيفا كله، وتتوافر فيه كل الشروط التي من شأنها الحفاظ على السلع من التلف والتعرض للشمس والتلوث بسبب طرحها على الأرصفة غير المعدَّة وغير الصالحة لعرض السلع، لأن هذه العشوائية في عرض الخضراوات والفواكه تفقدها الكثير من قيمتها الغذائية.
كما نعلم، يرتاد السوق كبار السن من آبائنا وأمهاتنا، والصغار من أبنائنا، والمقيمون حتى الزائرون للدولة، أي أنه يشهد زحاما بشكل يومي ويتضاعف هذا الزحام في أيام الإجازات، فلا تكفي مواقف السيارات ولا دورات المياه، إذ ليس من المقبول أن يظل أحدنا يدور بسيارته في المكان لمدة طويلة بحثا عن مكان ليقف فيه، وينتظر هذا أو ذاك ليغادر فيأخذ مكانه، بعد أن يكون استبد به الملل والضجر.
الأمر في حاجة إلى تطوير السوق بالإضافة أيضا إلى زيادة في عدد دورات المياه، فهي غير كافية خصوصا بعد ان اتسع السوق وازداد عدد مرتاديه بسبب وفرة المنتج المحلي الذي يقترب من الـ 100 % واعتدال الأسعار مقارنة بالمحلات الأخرى في المجمعات الأحياء، ومقارنة بغيره من الأسواق، وهناك أمر آخر قد كشفه الزحام وهو ضيق الممرات الداخلية وعدم استيعابها للأعداد الكبيرة خاصة في نهاية الأسبوع وغيرها من أيام العطلات.
نحن نأمل من الجهات المسؤولة أن تستطلع آراء الناس وتقف على ما يلزم السوق من تطوير، فالحكومة والحمد لله قد وفرت إمكانات التطوير لكل المرافق وهذا أحد أهم المرافق الحيوية على الدوام.
ليس من الصعب علينا أن تكون مرافقنا مكتملة المزايا والشروط، فلا ينقصنا شيء ومطالب الناس فيما يتعلق بهذا السوق بسيطة جدا وحق مشروع لكل من يزوره، وهي توفير أماكن كافية لعرض السلع، ومواقف كافية للسيارات، وزيادة عدد دورات المياه، وعدد مناسب من الكافتيريات، وتوسعة الممرات الداخلية، وتكييف السوق لراحة الناس والحفاظ على المعروض ودمتم، والله من وراء القصد.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
24/07/2019
2447