+ A
A -
انتخب حزب العمل «الإسرائيلي» (حزب الماباي) مؤخراً، عضو الكنيست اليهودي المغربي الأصل (الإشكنازي) عميرا بيرتس، رئيسا له، بعد فوزه على المرشحين الآخرين: ايتسيك شمولي، وستاف شفير. وهذه هي المرة الثانية التي ينتخب فيها عميرا بيرتس لرئاسة الحزب، وبفارق كبير عن منافسيه، حيث حصل على 46.7 % من الأصوات، فيما حصلت ايتسيك شفير على 27 % من الأصوات وحصل ستاف شمولي على 26.2 %. وشارك في الانتخابات حوالي ثلاثين ألف ناخب من اعضاء حزب العمل، شكّلوا نسبة 45.6 % من أصحاب حق الاقتراع. وهذه النسبة تقل عن نسبة المشاركين في الانتخابات التمهيدية السابقة، حيث بلغت في حينه 59%.
عميرا بيرتس كان رئيساً لحزب العمل «الإسرائيلي» في العام 2006، وفاز الحزب في حينها بـ 19 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية للكنيست، وعُين بيرتس وزيراً للأمن في حكومة إيهود أولمرت وشغل هذا المنصب خلال حرب لبنان الثانية.
انتخاب عميرا بيرتس في موقع الأمين العام لحزب العمل، يتوقع أن يؤدي لإنطلاق مبادرة توحيد بعض الأحزاب المعارضة في كتلة (اليسارـــــ الوسط) في «إسرائيل» والتي يعمل عليها الجنرال إيهود باراك الذي اسس حزباً جديداً هو حزب «إسرائيل الديمقراطية». فيما يسعى عميرا بيرتس لإعادة الإعتبار لحزب العمل «الإسرائيلي»، وهو أقدم واعرق الأحزاب في «إسرائيل»، بل هو الحزب المؤسس للدولة العبرية الصهيونية.
وفي سعيه لإعادة الإعتبار لحزب العمل، لم يستبعد عميرا بيرتس إمكانية التحالف مع أحزاب أخرى، لكنه وضع في قلب الحملة خطة طموحة لزيادة قوة وحضور حزب العمل إلى 15 مقعداً في الكنيست بعد النتائج المتواضعة التي حصل عليها الحزب في الدورة الإنتخابية السابقة في أبريل الماضي، بحصوله على ستة مقاعد فقط.
إذاً، من المتوقع أن يُعزز انتخاب عميرا بيرتس كرئيس لحزب العمل «الإسرائيلي» من امكانية التحالف مع حزب ميرتس المحسوب على أحزاب «اليسار الصهيوني» ومعهما حزب ايهود باراك الجديد، وبالتالي تشكيل كتلة ثلاثية من احزاب «اليسار الصهيوني». وإذا لم تنجح الثلاثية العائدة في توحيد القوى، فإنها ستبقى مع ثلاثة أحزاب صغيرة قد تُمحى تحت نسبة الحسم، مثلما حدث تماما لحزب اليمين الجديد وموشيه فايغلين في الانتخابات الأخيرة في ابريل الماضي حين لم يصل الحزب إلى نسبة الحسم... وإلا فإن أحزابهم قد تصل إلى طريق مسدود». وفي هذا السياق يتجه عميرا بيريتس للتقاطع مع معظم قادة الأحزاب المعارضة، وبينها «أزرق أبيض» برئاسة بيني غانتس، وحزب وميرتس، والقائمتين العربيتين، وحزب «غيشر» برئاسة أورلي ليفي أبيكاسيس... وكل ذلك في لتشكيل ائتلاف لمواجهة نتانياهو وحزب الليكود. رغم أن استطلاعات الرأي الأخيرة في «إسرائيل» أشارت بأن اليمين سيتغلب على معسكر (يسار ـــــ وسط) في الإنتخابات المتوقعة في سبتمبر 2019 القادم، والتي يتقع لها أن تحصد بمجمعها ومعها حزب أفيغدور ليبرمان (إسرائيل بيتنا) على 65 مقعداً، فيما سيحصل التحالف المعارض على 55 مقعداً فقط.
وبالنتيجة، انتخاب عميرا بيريتس على رأس قيادة حزب العمل، محاولة من الحزب لتصحيح أوضاعه المتدهوة، بعد تأكله المستمر، فيما تبدو عملية تصحيح أوضاع الحزب واعادة تفعيل حضوره في المجتمع «الإسرائيلي»، وزيادة قاعدة الناخبين له، اشبه بالمعجزة، فالحزب تقوقع وتكلس، وانحسر حضوره منذ وقتٍ طويل، في ظل ظروفٍ قائمة تزخر فيها قوى اليمين واليمين المتطرف، بشقيه القومي العقائدي، والتوراتي، بالحضور في المجتمع «الإسرائيلي».
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
15/07/2019
2256