+ A
A -
في 21 /‏ 6 مرَّ بهدوء يوم الأب أو عـيد الأب إن شـئتم، وربما احتفلوا به احتفالاً هادئاً، وقد يمر هذا اليوم دون أن يتذكره أحد. قبل أسبوعين قـلت لصديق: قريباً نحتفـل بيوم الأب، قال: وهـل للأب يوم أيضاً؟ وشـتان بين يومي الأب والأم، ولا أقول هذا غـيرة من يوم الأم، فهي تسـتحق هذا وأكثر، ولكن الأب المسكين يمر عيده بهدوء شديد، ربما لأنه يصادف في بعض البلدان موسم الحر الشديد، على عكس عيد الأم الذي اختاروا له أجمل أيام الربيع وهو 21 /‏ 3 وهو النوروز.
يحتفـل بعـيد الأب في الأحد الـثالـث من يونـيو في 55 بلـداً، ويحتـفـل به في أيام مختلـفة في بلـدان أخرى. وكمـا بدأ الاحتـفال بعـيد الأم من الـولايات الـمتحـدة عـام 1908 عندما قامت آنا جارفـيس تخلـيداً لذكرى والدتهـا بالدعـوة إلى هـذا الاحتفال، بدأ عـيد الأب هـناك عام 1910 من خـلال جهود سـونورا سـمارت دود (Sonora Smart Dodd) من واشنطن، وقد خطـرت الفكرة خلال سماعها موعظة في الكنيسة حول أهمية عيد الأم، فـقد تذكرت هذه السـيدة والدها وليم سـمارات (William Smart) الذي رعاها وإخوتها عندما توفيت والدتها، واحتاج الأمر إلى سـنوات طويلة حـتى تم الاعتراف بهذا اليوم، ولم يتحول إلى يوم وطني إلا في عهد الرئيس نيكسون عام 1972، وقد انتشــر هـذا العيد إلى جميـع أنحاء بلاد العالم ومنها بعـض البلـدان العربـيـة، ولكنه لايحـظى بشـعـبيـة كبيرة، على عكس عـيد الأم الذي يحظى باهـتمـام شـعـبي ورسمي.
أفرح كثـيـراً عـندمـا أرى الأبناء يحتفـلـون بآبائهم وأمهاتهـم يومـيـاً، ولكنهـم يتـوّجـون هذه الاحتـفالات بيوميـن في السـنة. إن الاحتـفال بعـيـد الأم لا يتعارض مع الإسـلام الذي جعل الجنة تحت قدميها، والاحتفال بالأب لا يتعارض مع أن الابن لا يوفي أباه حقه إلا أن يجده عبداً فيعتقه، إنه تتويج لما يجب أن يفعله المسلم يومياً.
كم مـن أطفال لا يجدون أباهـم ليقـولـوا له: كل عـام وأنت بخيـر يا أبي، دعـني أقـبّـل يـدك وارض عـني، لأن الأب شـهـيد أو معتـقل أو مفـقود، وكم من أطـفـال لا يجـدون أمّهـم في عيدها ليحتـفلـوا بها، وكم من أطفال وصـغار وكبار ليس لديهم الوقت، ولم تترك لهم أحوال الشـقـاء التي يعيشـونها فرصـة ليتذكروا عـيد الأم أو عـيد الأب؟ هـل لدى النازح واللاجئ والمهجّر من بيته فرصة ليحتفل كالآخرين؟ وإذا تذكر هذا بين الحزن والفقر والتشرد بماذا سيحتفل؟ إنه لا يجد لقمة الطعام ولا شربة الماء فكيف سيفكر بوردة أو حلوى؟
بقلم: نزار عابدين
copy short url   نسخ
24/06/2019
2265