+ A
A -
دخل علينا الصيف القائظ بشدة الحر اللافح، والشمس التي ترسل لهيبها إلى الأرض، فضلا عن رطوبته التي تجعل الأبدان تنضح عرقا، فنهرب إلى البيوت، ننشد الظل الظليل، ونجلس في مواجهة المكيفات نتنسم الهواء العليل، ونجري إلى الثلاجات نتناول ونشرب الماء البارد السلسبيل، فضلا عن العصائر والمثلجات وغيرها، مما أنعم به علينا المنعم الجليل، فنحمد الله أن قدرنا على توفير هذه الوسائل التي تعيننا على العيش في هذه الظروف وهذه الأجواء، فكم من بلاد فيها من شدة الحر ما فيها، تزداد شمسهم لهيبا يلفح الوجوه، ولا يجدون من الوسائل ما يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء، وبالكاد يحصل الواحد منهم على شربة ماء، وقد لا يستطيع، فهل استشعرنا نحن عظم نعمة الله علينا حين يسر لنا من وسائل التبريد والتكييف المختلفة ما تطمئن به النفوس ونتقي به لهيب الشمس أو حرها، أجهزة التكييف تقلب لنا الصيف شتاء، وفي الشتاء أجهزة تدفئة تقلب لنا الشتاء صيفا، فلنحمد الله ونشكر فضله، قال تعالى: «لئن شكرتم لأزيدنكم» وشكر النعم يستوجب المحافظة عليها، والمحافظة هنا تعني الترشيد في استهلاك الماء والكهرباء، فلا نترك مصابيح الإضاءة مضاءة في أماكن وغرف لا نتواجد فيها، ولا نضيء مصابيح أسوار البيوت إلا مع مجيء ظلام الليل، وعلى الفور نطفئها مع مجيء ضوء النهار، ولا نترك أجهزة التكييف تعمل ونحن خارج البيوت، لأن هذه السلوكيات تنطوي على مخاطر كبيرة، وتعرض البيوت لحرائق محتملة، حفظنا الله وإياكم، فضلا عن أنها ترفع من الأحمال على شبكة الكهرباء فيتضرر غيرنا.
أما الماء فقد جعل الله منه كل شيء حي، ولذلك أعتبر الإسراف في استهلاك المياه هو اعتداء على الحياة، الماء أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، والدولة تبذل من أجل توفيره كل غال ونفيس، فلنحافظ على مياه بلادنا من أجل مستقبل أولادنا، ومن أجل حاضرنا أيضا، فنحن في حاجة إلى الماء في كل وقت وحين.
كان لا بد لنا مع الصيف من التذكير بهذه الوقفات، ومع الحر من هذه الخطرات واتخاذ هذه الخطوات، ومع القيظ من العبر والعظات، فلنحمد الله على كل حال، لأن هناك من الزروع والثمار ما لا ينضج إلا على حرارة الصيف، «فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا»، وقانا الله وإياكم شدة الحر.. ودمتم.
بقلم: آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
23/06/2019
2661