+ A
A -
أصَرَّ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو على توجيه الشكر الملموس والمحسوس للرئيس الأميركي دونالد ترامب على قراره القاضي بالاعتراف الأميركي بضم الجولان لدولة الاحتلال، خلافاً للشرعية الدولية، ولإرادة المجتمع الدولي. والشكر الذي نقصده تمثَّلَ بقيام نتانياهو بوضع حجر الأساس لمستعمرة يهودية جديدة على أراضي الجولان السوري المحتل، واطلق عليها اسم (رامات ترامب) أي (مرتفعات ترامب)، لتكون جارة مستعمرة (رامات مكشميم)، ولتنضم إلى نحو 32 مستعمرة تم إنشاؤها منذ الاحتلال «الإسرائيلي» لنحو 1800 كيلومتر مربع من الجولان السوري من أصل مساحته الكلية، والبالغة نحو 3000 كيلومتر مربع، وذلك في يونيو 1967.
لقد أصَرَّ نتانياهو على عقد الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء المصغر (الكابينيت) بمستعمرة «بروخيم» المقامة على أراضي الجولان السوري المحتل، وتم في الاجتماع إياه اتخاذ قرار بناء المستعمرة الجديدة باسم الرئيس ترامب، والتوجه لوضع حجر الأساس لها، حيث كُتِبَ على اللافتة اسم المستعمرة «رامات ترامب» أي (مرتفعات ترامب) باللغتين العبرية والإنجليزية.
بناء مستعمرة جديدة فوق أراضي الجولان السوري المحتل، وتحت اسم الرئيس دونالد ترامب، يؤشر على المدايات الواسعة من التطابق بين الإدارة الأميركية والفريق السياسي المعني بالشرق الأوسط وحكومة نتانياهو. خاصة في ظل طرح المشروع الأميركي الذي ذاع صيته تحت عنوان «صفقة القرن»، حيث جاء قرار الإدارة الأميركية بالاعتراف بضم الجولان، في سياقات التطبيق العملي لتلك الصفقة التي لا تشمل القضية الفلسطينية وحدها، بل تشمل الإقليم برمته، وخاصة دول الطوق المحيطة بفلسطين.
الأدهى في الأمر، أن حضر مراسم وضع حجر الأساس للمستعمرة الجديدة (رامات ترامب)، السفير الأميركي في دولة الاحتلال (ديفيد فريدمان) المعروف بصهيونيته وانحيازه الكامل لدولة الاحتلال، وإعلانه المتكرر عن تأييد «إسرائيل» بضم المناطق (ج) من الضفة الغربية، وكامل القدس الشرقية، فقد تحدث في المراسم ديفيد فريدمان، الذي شكر نيابة عن الرئيس دونالد ترامب إنشاء المستعمرة التي ستحمل اسمه فوق أراضي الجولان السوري المحتل. وأشار إلى الاعتراف الأميركي بالسيادة «الإسرائيلية» على مرتفعات الجولان، والذي قال وبكل صلافة واستهتار بحقوق الآخرين: «إن كل من زار المنطقة فهم على الفور أن هذه منطقة مهمة جدًا لإسرائيل».
في هذا السياق، من المعروف أن عدد المستعمرات «الإسرائيلية» في الجولان السوري المحتل يبلغ نحو 32 مستعمرة، أغلبها مستعمرات صغيرة الحجم باستثناء مستعمرة كبيرة تسمى (مدينة كتسرين).
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
22/06/2019
1858