+ A
A -
مرت قبل أيام ذكرى هزيمة الخامس من يونيو، وربما ما زال بعض أبواق الإعلام يصر على المصطلح الذي اخترعه هيكل (نكسة) في خطاب ناصر الشهير بعد الهزيمة، وجرب العرب في 1973 تحرير ما خسـروا في 1967، وكرسـت إسرائيل احتلالها، واسـتعادت مصر سيناء شبه استعادة، وظل الجولان والضفة الغربية خاضعـين للاحتلال. ليس غريباً أن تنهزم دولة، لكن الغـريب والمعـيب أن تسـتكين لهـذه الهزيمة، وأن تعود إلى «العنـتريات التي ما قـتلت ذبابة» دون أن تـبني قوة تسـتطيع بها أن تمسـح العار. وترتبط هـزيمة يونيـو بأكبر عملية خداع قامت بها حكومتا مصر وسورية، حتى إن الناس كانوا يرقصون صبيحة يوم 5/6 فـقد عاشـوا 19 عاماً ينتظرون تلك اللحظة، وبكوا بعدها كثيراً وما زالوا يبكون.
وقد اتفقت دول العالم عام 1972 على أن يكون يوم 5 يونيو يوماً عالمياً للبيئة، وفي هذا العام يقام في الصين، ويبدو أن دول العالم لا تريد أن تـتفق، مع أن الجميع يعرفـون أننا في مركب واحد: نغرق معاً، أو ننجو معاً.وقد اختاروا «تلوث الهواء» ليكون موضوع يوم البيئة العالمي لعام 2019، ويدعونا هذا الموضوع الذي اختارته الصين البلد المضيف جميعًا إلى التفكير في كيفية إجراء تغييرات في حياتنا اليومية والأهم يدعو الدول الصناعية للحد من كمية تلوث الهواء الذي ننتجه، والحد من مساهمة الهواء في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراته على صحة سكان الأرض جميعاً
يموت ما يقرب من 7 ملايين شخص حول العالم كل عام نتيجة لتلوث الهواء، حيث تحدث حوالي 4 ملايين من هذه الوفيات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويتعرض تسعة من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم لمستويات ملوثات الهواء التي تتجاوز مستويات الملوثات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة. وأعجبني شعار إحدى السنوات «ارفع صوتـك لا مسـتوى سـطح البحر» إذ تؤدي زيادة حرارة الجـو إلى ذوبان الجلـيد في القطبين، مما يؤدي إلى ارتفاع سـطح البحر، حتى إن العلماء يحذرون من اختـفاء أكثر من مائتي مدينة ساحلية.
من المتوقع أن يرتفع عدد البشـر إلى 9.6 بليون نسـمة عام 2050 ومع استمرار معدلات الاسـتهلاك والإنتاج، صار البشـر بحاجة إلى ثلاثـة كواكب بحجـم الأرض، ومع ذلك يستمر البشر في الهدر واستنزاف موارد الأرض. ومن المتوقـع إضافة ثلاثة بليـونات مسـتهلك من الطبقة المتوسـطة إلى سكان العالم بحلول العام 2030، وفي المقابل يلاحظ أن 1.5 بليون شخص يعانون السمنة. الأرض أمّ الجميع، فهل يعمل أبناؤها على إنقاذها أم تدميرها؟.
بقلم: نزار عابدين
copy short url   نسخ
10/06/2019
1774