+ A
A -
لماذا، يحاول بعض المسؤولين في السودان، الالتفاف بالأكاذيب المستفزة، على الأزمات الماحقة التي تضرب الخرطوم الآن: أزمات الكهرباء والمياه، والغاز؟
مناسبة هذه السؤال، مانشيت أبرزته صحيفة الوطن السودانية- بالأمس- منسوبا إلى الحاج آدم- المساعد السابق للرئيس السوداني واحد الفاعلين الآن في الحزب الحاكم،- يقول فيه: «الخرطوم قبل الإنقاذ- نظام البشير- لم يكن بها ماء ولا كهرباء ولا حتى كبريت»!
الحاج آدم، قال ما قال ولم يرتعش له جفن.
حديث آدم، هو من الاكاذيب البلقاء.. وهو حديث يستهزئ بالذاكرة، وأسوأ انواع الاستهزاء بالذاكرة، هو الاستهزاء بالذاكرة الجمعية.
الأكاذيب، لا تحل مشكلة، الأكاذيب تزيدُ المشكلة إشكالا.. ولو صدقنا جدلا ان الخرطوم قبل الإنقاذ لم يكن فيها كهرباء ولا ماء، ولا غاز- وهو ماحاول آدم ان يقول ان هذا الثالوث موجود الآن في عهد الإنقاذ- فتلك أيضا كذبة ثانية، يدحضها تماما، ما تشهده الخرطوم حاليا، بعد سبعة وعشرين عاما حسوما، من حكم الإنقاذ!
النظام- أي نظام في الدنيا- ما هي وظيفته في الأساس، إذا لم يوفر الخدمات الأساسية، للمواطنين، وأهم هذه الخدمات إمدادات المياه والكهرباء، وإمدادات الغاز.
لئن كانت الخرطوم، في الأنظمة السابقة، عاصمة تعيش في الظلام وحلقها يابس وتطهو بالفحم والحطب- وهذا ليس صحيحا على الإطلاق- فهذا ليس مبررا، لأن تكون هكذا، في ظل نظام رفع راية إنقاذ السودان كله- وليس العاصمة فحسب- قبل ما يقارب الثلاثة عقود!
حديث الحاج آدم، هو حديث يثير السخط على النظام، في تمام الوقت الذي يحاول فيه هو، ان يقلل من هذا السخط.
لو كنت مسؤولا، أرفع من الحاج آدم، في الحزب الحاكم، لأمرته ألا يصرح على الإطلاق.. ولأمرت من هم على شاكلته، ألا يحركوا ألسنتهم- بتاتا- لوسائل الإعلام.. المقروءة والمسموعة والمرئية.
الحاج آدم.. وأمثاله- من الذين يحاولون تكذيب ماهو صحيح بالاستهانة بالذاكرة، هم اكثر «شرا» على النظام، من كل جحافل المعارضين بالسلاح.. والمعارضين بألسنتهم وحلاقيمهم.. والمعارضين بالنقر على «كيوبورداتهم» في مواقع التواصل الاجتماعي!
كم من ألسنة تتحرك بالاكاذيب.. والاستهزاء، أهلكت انظمة؟
ما بال بعض الأنظمة، لا تتعلم شيئا، على الإطلاق؟

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
19/06/2016
1257