+ A
A -
تكتسب حركة الجهاد الإسلامي إلى جانب حركتي فتح وحماس والجبهة الشعبية، مكاناً هاماً في التشكيلة الفصائلية للقوى والأحزاب في الساحة الفلسطينية في الداخل والشتات، من حيث حضورها، ووزنها على الأرض، خاصة في قطاع غزة، وامتلاكها جناحاً عسكرياً فاعلاً، تحت مسمى (سرايا القدس).
أهمية، ووزن حركة الجهاد دفعنا، لترتيب اللقاء الحواري مع الأمين لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة (أبوطارق)، فاللقاء، لم يكن لقاءً عادياً، بل استثنائياً، مع رجل غير عادي صاحب تاريخ زاخر بالنضال لأجل حقوق الشعب الفلسطيني.
حضوره أخذ حيزاً مهماً من التفاعل، حيث بدا اللقاء مليئاً بالأفكار، والمواقف، والآراء، والتحليلات، والتقديرات، التي تقع في معظمها في فصل الاجتهاد المبني على المعطيات والمعلومات المتوفرة والمواقف التي أبداها زياد نخالة في لقاءاته مع الأطراف المختلفة، خاصة منها الإقليمية الفاعلة في الملف الفلسطيني. فحركة الجهاد لا تعارض منظمة التحرير الفلسطينية، لكنها لن تكون معها في خطها وبرنامجها الذي تتبناه، وبالتالي لن تدخل في إطارها وعموم مؤسساتها ما دامت الأمور على ماهي عليه الآن كما قال الأمين العام للحركة، وهو ما دفع الحركة لتقديم ملاحظات ساقتها للجبهة الشعبية المنضوية في إطار المنظمة والرافضة لاتفاقات أوسلو في الوقت نفسه.
أما بالنسبة لأي تفاهماتٍ تجري بشأن قطاع غزة والمساومة على رفع الحصار الظالم والجائر عنه، برعاية إقليمية، فيبدو بأن حركة الجهاد الإسلامي أقرب إلى التحفظ عليها، مع إبلاغها مختلف الأطراف بأنها سترد في العمق المحتل عام 1948، حال تم استهداف القطاع بعدوان «إسرائيلي».
أما «صفقة القرن» المسمومة، فيشير الأمين العام للحركة زياد نخالة بأنها «ولدت ميتة»، فأصحاب الشأن هم الغائب الكبير عنها، والرافضون لها، ولن تكون بالتالي قدراً لهم كما تعتقد واشنطن، ودولة الاحتلال.
جولة الأفق السياسية، واللقاء المثمر، واستحضار دروس الماضي القريب، دفعتنا، لإعمال العقل، ومحاولة تقديم أسئلة وتلمس اجاباتها مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، وليس كل ما سمعناه يمكن أن ندونه الآن.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
08/05/2019
1864