+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 776م توفي إبراهيم بن أبي عبلة، كان رحمه الله من كبار التابعين، أخذ العلم عن أنس بن مالك وعبد الله بن عمر، ثم عن الأوزاعي والإمام مالك، قال عنه ابن حجر: ثقة معروف، وقال عنه الذهبي في السير: صدوق مشهود له!
يقول إبراهيم بن أبي عبلة: أراد هشام بن عبد الملك أن يوليني على خراج مصر، فأبيتُ، فغضبَ حتى احمرَّ وجهه، ونظر إلىَّ حانقاً وقال:
لتقبلنَّ طائعاً أو لتقبلنَّ كارهاً!
فأمسكتُ عن الكلام حتى ذهب عنه الغضب، ثم قلتُ له: يا أمير المؤمنين أتأذن لي بالكلام؟
فقال: تكلم
قلتُ: إن الله قال في كتابه العزيز: «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها»!
فواللهِ يا أمير المؤمنين ما غضبَ عليهنَّ إذ أبينَ، ولا أكرههنَ إذ كرهنَ، وما أنا بحقيق أن تغضب عليَّ إذ أبيتُ، وتُكرهني إذا كرهتُ، فضحك وأعفاني!
لفتَ نظري في القصة أمران:
الأول: حرص الفقهاء الأوائل على رفض المناصب العامة، وطبعاً كان هذا الرفض إبراءً لذممهم من عدم القيام بما تقتضيه هذه المناصب رغم امتلاكهم للإمكانيات المطلوبة، وعلى سبيل المثال رفض أبو حنيفة أن يتولى القضاء بينما له مؤلفات فيه!
الثاني: أن من توفيق الله بالعبد أن يُلقنه حُجته، وصدق الله إذ قال: «ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً»..
فاستشهاد إبراهيم بن أبي عبلة بالآية معللاً رفضه كان استشهادا رهيباً، فاز بالحسنيين، أن لم يقبل المنصب وأن ينجو من غضب الخليفة!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
06/05/2019
1864