+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1315م توفي «صفي الدين الهندي»، كان شافعي المذهب، أشعري العقيدة، جرتْ بينه وبين ابن تيمية مناظرات كثيرة في العقيدة، اتفقا في توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية واختلفا في الأسماء والصفات!
كان عالماً ثبتاً حافظاً، لا يقل عن شيخ الإسلام معرفة واطلاعاً!
ترجم له السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن حجر في الدرر الكامنة، والشوكاني في البدر الطالع!
كان لطيفاً ظريفاً خفيف الدم، يُلقي الطرائف ولو كانت على نفسه، ومما يرويه عن نفسه:
وجدتُ في سوق الكتب مرةً كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي، فغاليتُ في ثمنه، واشتريته لأحتجَّ به على من يدَّعي أن خطي أقبح الخطوط، فلما عدتُ إلى البيت وجدتُ أنه كتابي وأن هذا خطي القديم!
هذه الطرفة تقول لنا حقيقة مهمة يجب ألا تغيب عن بالنا ونحن نُقيِّم أنفسنا والآخرين، ألا وهي: أن براعتنا في مجال لا يعني براعتنا في كل المجالات، وضعفنا في مجال لا يعني ضعفنا في كل المجالات، فلا تدع نقاط ضعفك تكبلك!
كان سيبويه على عظمته فيه حُبسة في لسانه!
وكان أحمد شوقي على عبقريته الشعرية لا يُحسن إلقاء الشعر!
وكان حسان بن ثابت على شرف صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاعه عنه لا يحارب ولا يشارك في الغزوات!
كلٌّ على ثغر، فليحمِ كل واحد ثغره!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
30/04/2019
2110