+ A
A -
* عندنا يبدأ شهر رمضان تبدأ النفوس والأرواح والعقول السوية في الإعداد والاستعداد والعمل لأجل استثمار هذا الشهر الكريم العظيم بكل مافيه.. استثمارا يكون لهم زادا وإضعافا وروحانية تمد أرواحا أصابها الفتور وقلوبا أصابها الران وعيون كانت تبحث عن آثام وعن لسان كان مستمرا في غيبة ولغو ونميمة وأقدام ساقت أصحابها إلى أماكن لهو ومعاصي..

عندما يهدينا خالقنا سبحانه وتعالى مواسم للطاعات وأياما مباركة وزمنا يتضاعف فيه الأجر والثواب والأهم أن الله سبحانه الكريم منحك عمرا وأياما بنهارها وليلها لتقبل على الله طاعة وتوبة ومغفرة وعملا صالحا ودعاء وصلاة وقرآنا وصدقة برهانا على كل ذلك،
عندما يكرمك الله بموسم تتقرب إليه بتوبة صادقة ونية طيبة وتقبل على العظيم الرحمن الرحيم بجوارحك وروحك وجسدك.. ماذا تتوقع من الكريم؟ الكريم سبحانه يفرح بتوبة عبده، الرحمن الرحيم يمحو الذنوب ويضاعف الأجر ويكرم بكرم تدمع له الأعين خجلا بما يكرمنا به من كرامات ورزق وعطايا ويمنحنا الخير والبركة ويعطينا ويجزل العطاء ويحنو علينا سبحانه برحمته ومغفرته ورزقه..
كم هم الخاسرون، كم هم الضائعون، كم هم المستمرون في لهوهم ومعاصيهم وكم من ران على قلوبهم وقست قلوبهم ولا يدركون عظم ذلك ولا يرجعون لخالقهم استغفارا وتوبة وتجديد نياتهم بإقبال وعمل صالح ودعاء لأن يعينهم الله على ذلك وأن يثبت قلوبهم على طاعته.
* لا يدرك هذا الإنسان المستمر في معاصيه، المستمر في كبره ولغوه وجهله.. أن هناك من غادر هذه الدنيا ويتمنى لو أن الله منحه دقائق يعود فيها لصدقة واستغفار وعمل صالح..
* لا يدرك من يعيش غفلة وضياعا بصحبة تأخذه لشر وتمنعه من خير، صحبة لا تذكره ولا تنصحه ولا تأخذ بيده لأبواب طاعة وعمل صالح ومجالس ذكر ودعاء وتحفهم الملائكة وتدعو لهم..، معنى الصاحب الصالح معنى عظيم، أن يرزقك الله بهذا الصديق والصاحب الصالح الذي يعينك على الخير ويذكرك بما ينفعك ويأخذ بيدك لما يحبه الله ويرضاه نعمه عظيمة.
آخر جرة قلم:
أكرمنا الله بقرب من بيت الله الحرام مكة المباركة والمدينة المنورة، منحنا الله مواسم طاعات ليالي خير من ألف شهر وأيام وشهور.. أكرمنا الله بقرآن فيه هدى ورحمة وشفاء.. منحنا الله مزايا وهبات عن سائر خلقه.. ومنحك عمرا وعلما وبصرا وحواسا وقدرة واستطاعة غيرك محروم منها، أقبل على الله بجوارحك، وادعوه صادقا أن يعفو عنك ويعينك. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا،
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأمة حبيبك محمد
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم اجعل لنا دعوات مستجابة، وحقق لنا ما نتمنى ونرجو، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اجعلنا ممن تحبهم وممن يُذكر أسماؤهم في السماء وتذكرهم الملائكة وتجعل لنا القبول والتوفيق في الأرض وفي دعاء عبادك الصالحين.. آمين
مبارك عليكم الشهر
بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
16/06/2016
3542