+ A
A -
أعرف حالات كثيره تحرك فيها أهل قطر انطلاقا من المجلس لمساعدة محتاج أو طالبُ عون أو مريض،أو وقوفا في وجه تجاوز قد أضر بأحدهم. علاقة مباشرة مع الحاكم لم تثمر مطلقا عن أي تجاوز، لذلك سجل أهل قطر مع حكامهم كان الأنظف والأنقى في تاريخ المنطقة عموما فأسلوب الطلب والاستجابة كان يقوم على الثقة وبوتيرة واحدة إلى حد كبير، هذه اللحمة دلالة على التحام المسجد بالمجلس، لم يكونا يشكلان تناقضا في وعي الافراد، حتى أن من لم يكن يحافظ على الصلاة كان يستوعبه المجلس، سعة أفق نفتقدها اليوم.حتى بعد أن

اكتسح الفكر القومي الناصري،العالم العربي وأقام مظاهرات وإضرابات وأعمال شغب هنا وهناك في ارجاء عالمنا العربي إلا أن المجتمع لم يفقد توازنه واستمر يتطلع للعروبة كفكر وللإسلام عقيدة وهوية لم يكن هناك حاجة لمؤتمرات تجمع بين القوميين والإسلاميين وكأنهم في تباين وتضاد، لم يتكرس ذلك الفهم مع الاسف،وساد بعده نوع من التكفير الثقافي انقلب مع الوقت ليصبح تكفيرا دينيا،ندخل على اثره نفقا مظلما لانزال بين دهاليزه،كان ذلك اشبه ببذور طلب وطني اجتماعي يتطلع لصالح المجموع على حساب المصالح الضيقة للفرد. كان الاحساس عاليا عندما لم يتبلور مفهوم الطبقة المالية التي تكتنز المال وتنفصل رويدا عن المجتمع لتتحوصل في جزر محصنة داخل المجتمع، الامر الذي كان بداية لتدخل الايديولوجيا واستغلالها للحفاظ على مكتسباتها. الاحساس بالمصير المشترك كان أكبر، الاحساس بالمسؤولية الاجتماعيه كان اعلى وأشمل. كم كان وعي أولئك الآباء متقدما على وعي الكثيرين من شباب اليوم الانشطاري الذهنية ممن درس وتخرج من اكبر جامعات الغرب وهو لايدرك ان العروبة والإسلام وجهان لعملة واحدة.

عبدالعزيز الخاطر

copy short url   نسخ
11/05/2016
1479