+ A
A -
سـلـطـان بـن مـحـمـد

(استكمالا ً لما نشر في عـدد الأسبوع الماضي من أن الإسراف مـرتبط بمختلف جوانب الحياة المادية منها والمعـنوية، وله صور عـديدة وأشكال مختلفة).
** الإسلام يمنع الإسراف:
لم يمنع الإسلام الاستمتاع بالطيبات وزينة الله، وإنما منع الإسراف، كلوا من ثَمرِه إذَا أثمر وآتوا حـقّه يـوم حصاده ولا تُسرِفُـوا إنه لا يُحـب المُسرِفِـين «الأنعام:141»، لا تسرفـوا، الله لا يحبُّ المسرفـين من عـباده، المتجاوزين للحدود، ومعـنى هـذا: أن يقـف الإنسان عـند قـدراته، لا تحاول أن تُنفق أكثر مما تستطيع، لا يكن مصروفك أكثر من دخلك، فـتضطر للاستدانة، فالدين هـمٌّ بالليل، مذلَّة بالنهار، وقـد لا تستطيع أن تسدِّد دينك، ولذلك كان النبي صلى الله عـليه وسلم يستعـيذ بالله من المأثم والمغـرم، المأثم: المعـصية، والمغـرم، الدين، فـقـيل له: ما أكثر ما تستعـيذ من المغـرم، يا رسول الله.؟ قال: «إن الرجل إذا غـرم، حدث فكذب، ووعـد فأخلف»..
** الاعـتدال والتـوسط:
من أمراض هـذه الأمُّة: الإسراف في كلِّ شيء، أنها لا تَقـدُر نعـمة الله حقَّ قـدرها، فتتناول هـذه النعـمة بما ينبغي لها، من المحافـظة عـليها، واستعـمالها فـيما خُلقت له، واستخدامها فـيما يحب الهن تعالى ويرضى، بالقصد، بالاعـتدال والتوسط، دون إسراف ولا تقـتير، دون طغـيان ولا إخسار، فهذا هـو شأن الإنسان المؤمن، وهـذا ما أقام الله عـليه الحياة، وأقام عـليه هـذا الكـون، والسَّماءَ رفَعها وضع المِيزان أَلَّا تطغـوا فِي الميزانِ وأَقِـيمُوا الوزن بِالقسط ولا تُخسروا الميزَان «الرحمن:7-9»، لا طغـيان، لا تجاوز للحد، ولا إخسار، لا نقـص عـنه، ولا تطفـيف فـيه..
** خـذوا زيـنتكم:
الإسلام لا يُحـرم الطيبات.. لا يحرِم الإسلام عـليك الطيِّبات، بل أنكر عـلى الذين حرَّموا الطيِّبات وزينة الله وقال: يَا بَنِي آدم خُذُوا زِينتكُم عـند كُل مسجـد وكلوا واشربُوا ولا تُسرِفوا إِنَّه لا يُحِب المُسرِفين، قـل من حرَّم زِينةَ اللَّه الَّتِي أَخْرجَ لعـباده والطَّيِّبات من الرّزْقِ، «ألأعـراف:31 ــ 32»..
من له الحقّ في أن يحرَّم عـلى الناس زينة الله.؟ وقـد أضاف هـذه الزينة إليه سبحانه تشريفًا لها وتكريم زِينةَ اللَّه الَّتِي أَخْرج لعـباده والطيِّبات من الرِّزقِ قُـل هي للَّذين آمنُوا فِي الْحـياة الدُّنيا خَالصةً يوم الْقِـيامةِ، «الأعـراف:31 ــ 32».. الطيِّبات للمؤمنين أصالةً في الدنيا يتبعهم غـيرهم، هم شركاء فـيها بالتبعـية، لأن أصل الطيبات لمَن يطيع الله ويعـبده ويقوم بحقِّه، ولا مانع أن يشاركهم غـير المؤمنين، خالصة يوم القـيامة، أما يوم القـيامة فالطـيِّبات خالصة للمؤمنين، لا يشاركهم فـيها أحـد..
** لم الإسراف..؟
لم لا نحرص عـلى تجـنبه والـبعـد عـنه.؟ ألم تعـلم إن الإسراف من أسباب منع المطر وانتشار الغلاء..؟ الّلهُم إِنَّا نعُـوذ بِك من الكُـفـرِ والْفـقـرِ، ومِن عـذابِ الَقْـبـِر..
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
15/06/2016
1594