+ A
A -
اندلقت شهية بنيامين نتانياهو وقوى اليمين واليمين المتطرف في «إسرائيل» بعد جملة من التطورات التي وقعت مؤخرا، وكان منها الاعتراف الأميركي بقرار الضم «الإسرائيلي» الجائر والمخالف للقانون الدولي للجولان العربي السوري المحتل، وتسليم موسكو رفات الجندي «الإسرائيلي» زخريا بوميل بعد نقله من سوريا في عملية مازالت تشوبها الكثير من الخفايا في ظل تناقض التصريحات التي صدرت من عدة أطراف معنية بشأنها.
فرئيس الوزراء «الإسرائيلي» يستعد للقيام بخطوة تالية باستصدار قرار بضم المناطق (ج) من الضفة الغربية لدولة الاحتلال، والتي قامت فوق أراضي قراها الفلسطينية عشرات المستعمرات اليهودية بعد 1967، ويعتقد نتانياهو بأن ترامب وفريقه المتصهين وعلى رأسه صهره اليهودي لاجارد كوشنير والمبعوث الخاص للمنطقة اليهودي جيبسون غرنبلات، سيعترف بقرار الضم «الإسرائيلي» لمناطق (ج) من الضفة الغربية، وهي المناطق التي تقع تحت السيطرة «الإسرائيلية» الكاملة حسب خريطة اتفاق أوسلو الأول الذي انتهى زمنياً، وتُشكّل نحو 61 % من المساحة الكلية للضفة الغربية، وتحتوي على العدد الأكبر من المستعمرات اليهودية والبؤر الاستيطانية ومعسكرات جيش الاحتلال.
إن ضم المناطق (ج) من الضفة الغربية لدولة الاحتلال، يعني تلقائياً تمزيق الضفة الغربية، وتحويلها لمعازل تضم مواطنين فلسطينيين، واهالة التراب على مشروع ما يُسمى بـ «حل الدولتين»، وهو حل الإجماع الدولي، وبالتالي دخول المنطقة بأسرها في نفقٍ جديد.
نتانياهو، قال بكل وضوح لصحيفة «يسرائيل هيوم» قبل يومين من الانتخابات التشريعية للكنيست: «قلت مراراً وتكراراً إنني لن أخلي أي مستوطنة أو حتى مستوطن من الضفة الغربية». مضيفاً قوله «سأعمل على فرض السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فأنا أؤمن بموقف القوة». (لاحظوا الحديث هنا بمنطق القوة مع العرب والفلسطينيين، دون مواربة أو لف ودوران..؟) بروح عنجهية، مُتخمة بمفردات الغطرسة والصلف والغرور. فأين نحن الآن كعرب رسميين وغير رسميين من تلك التصريحات. إن مواجهة سياسات الأمر الواقع، التي تقوم بها دولة الاحتلال، لا تكون بالندب واللطم، والشكوى، والاستجداء، بل من خلال سياسات عربية فاعلة وناجعة في المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال، وبتفعيل كل أوراق القوة الموجودة باليد العربية، بدلاً من تركها ترتع بالدلال الأميركي، والروسي الآن، معتقدة نفسها بأنها ستبقى دوماً دولة فوق القانون مهما ارتكبت من جرائم.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
17/04/2019
1828