+ A
A -
من بين الهتافات التي اطلقها المحتجون في السودان (دم الشهيد ما راح.. الليلة سقطت صاح).
أفراح لا توصف عاشها الشعب السوداني بعد سقوط نظام البشير.
وستظل تحليلات المراقبين تتابع باهتمام حقيقي ما تحقق في السودان حيث تم يوم الخميس اسقاط البشير وتم في اليوم التالي له (الجمعة 12 ابريل) اسقاط ( بن عوف) في وقائع تابعها الاعلام اقليميا ودوليا بانتباه شديد.
لقد كانت كتابات العديد من الكتاب تذكر القراء حينما اندلعت ثورات الربيع العربي في عام 2011 بأن الساحة السودانية لها خصوصيتها حيث تم في عام 1964 اسقاط (عبود) وفي عام 1985 اسقاط (نميري) عبر ثورتين شعبيتين ناجحتين.
ها هي الثورة الشعبية السودانية الثالثة تترجم كيف ان وعي الشعب وخصوصا شبابه من الجنسين بمقدوره تحقيق اغلى الأهداف في الواقع السياسي.
ان من اهم ما يجب التركيز عليه هو تذكر الشهداء ممن سقطوا فداء للوطن والحرية. ان ذاكرة السودان تضع مكانة متميزة لكل من سقط شهيدا في كل منعطفات العمل الوطني والذود عن حمى الوطن وحقوق الشعب.
في تذكر لما خلدته الاغنيات والاناشيد الوطنية أستذكر بعض ما كتبه الشاعر مبارك بشير في قصيدة غناها الراحل المقيم الفنان محمد وردي، تقول بعض كلمات القصيدة وعنوانها (عرس الفداء): (نذكر الآن جميع الشهداء.. كل من خط على التاريخ سطرا بالدماء.. نذكر الآن جميع الشرفاء.. كل من صاح بوجه الظلم لا).
واقع الانتصار بما يمثله من تجسيد لاحلام وآمال وتطلعات كافة الاجيال بالسودان، يفجر ينابيع لا تنتهي للكتابة.
الحلم في اهم مساراته هو ان يجد جيل الشباب، من بنات وابناء السودان ما تمنوه للوطن من حياة كريمة لكل مواطن في كل بقعة من تراب الوطن.
يستذكر جيلي الذي كان جل أبنائه وبناته في بدايات العشرينات حين اذاع الراحل المقيم المشير سوار الذهب بيان السادس من ابريل عام 1985 ايذانا بسقوط نظام نميري بعد حكم استمر لـ «16» عاما ان القصائد في تلك المرحلة مثلت للمجتمع السوداني بأسره تجسيدا لنبض التطلعات الشعبية. وقتها سئل الشاعر الراحل المقيم صلاح أحمد ابراهيم: ما الذي جعل الانتصار الشعبي ممكنا.. فرد على الفور بقوله: «انها الأغنية السودانية» في كلمات تشير اما إلى الاغاني التراثية الحماسية أو إلى الاناشيد الوطنية ومنها ماعرف بـ «الاكتوبريات».
ان القيم التي تتناقلها الاجيال تظل حية في النفوس تحرك أفعال الواقع لتصنع التغيير.
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
16/04/2019
1677