+ A
A -
من يتابع الحالة العربية يرى العجب العجاب..فلا زالت العصبية تتحكم قي مزاج العربي..والأمثلة متواصلة..بالأمس كان الفلسطيني والاردني «شعبا واحدا لا شعبين» ووطنا واحدا لا وطنين..واليمن لا شماليا ولا جنوبيا.. ولبنان خاصرة سوريا..والعراق أخت الكويت والسعودية والامارات والبحرين ومصر شقيقات قطر..المغرب والجزائر..مصر والسودان. ليبيا وتونس..
وانظر الحالة من فرقة وتشرذم، وأمين جامعة عربية لا مبال يتقاضى 50 ألف دولار شهريا ولسان حاله يقول «اتفق العرب ولا عمرهم اتفقوا» وآخرهم ليبيا، جاء أمين الأمم غوتيرش ومبعوثه وحفتر يزحف نحو العاصمة طرابس غير مبال بما ستحصد الحرب من أرواح رغم انه كان بالأمس في لقاء جمعه في أبو ظبي مع رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج..فهل رفض السراج مقترح إلغاء منصب القائد الأعلى للجيش إنشاء مجلس أمن قومي مصغر تتوزع فيه صلاحية القائد الأعلى بين حفتر والسراج.
ورفضه توقيع أي اتفاق لتقاسم السلطة مع حفتر سببا ليقوم الأخير بهذه الحملة العسكرية على غرب ليبيا للاستيلاء على السلطة بالقوة. وبدعم وتمويل اماراتي هدفه زعزعة الاستقرار في هذا البلد..
وهذا سوف يجعل السراج يعيد النظر في صداقاته وتحالفاته وان الثورة التي أسقطت نظام القذافي هي التي يجب ان تحكم البلد..من المؤسف ان يصل التراشق بين ابناء الشعب الليبي عبر وسائل التواصل إلى درجة القطيعة..بل والتهديد بقطع الرؤوس..ومن يعارض حفتر ليبحث له عن إقامة خارج ليبيا..
ولكن ليبيا لليبيين..وكم هو مؤلم هذا الخلاف بين أحفاد عمر المختار الثائر الليبي الذي أطلقنا اسمه على ابنائنا ومدارسنا..ومؤسساتنا تكريما وتخليدا لرجل استشهد من اجل حرية واستقلال وطنه وسيبقى خالدا في قلوب الأمة إلى يوم يبعثون، أما هؤلاء الذين يرون في ليبيا برميل نفط فسيكون مكانهم مزبلة التاريخ.
كلمة مباحة
حين يخون الإنسان وطنه فإعدامه واجب..سواء كان ملكا أو خفيرا..وهؤلاء خانوا الوطن!!!
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
06/04/2019
2595